وقع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الأربعاء، اتفاقا لنقل السلطة، يهدف إلى إنهاء الأزمة السياسية الطاحنة في بلاده، بحضور العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والأطراف السياسية اليمنية الأخرى في العاصمة الرياض. وكان مصدر رئاسي يمني قال في وقت سابق إن الرئيس علي عبد الله صالح سوف يبقى بشكل دائم في المملكة العربية السعودية بعد أن يوقع على اتفاق مبادرة مجلس التعاون الخليجي لتقل السلطة. وذكر التلفزيون اليمني في نبأ عاجل، أن الرئيس صالح يقوم بزيارة للملكة العربية السعودية "تلبيةً لدعوة من القيادة السعودية، لحضور التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، وذلك لإخراج الوطن من الأزمة التي استمرت نحو 10 أشهر." وقبل قليل من توجهه إلى العاصمة السعودية، تلقى الرئيس اليمني اتصالاً من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الذي قدم الشكر لصالح على "روحه القيادية الفذة، وحرصه المسئول في تعاطيه مع المستجدات في اليمن، وتجاوبه مع جهود الأممالمتحدة وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014 بشأن الأزمة" اليمنية. كما أشاد أمين عام المنظمة الدولية "بمواقف الأخ رئيس الجمهورية، وحرصه على الخروج من الأزمة التي تمر بها اليمن بالطرق السلمية"، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ." من جانبه، قال صالح إن "ما يهمنا هو ما بعد التوقيع، والحضور الفاعل للأمم المتحدة في عملية الالتزام بتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، والإيفاء بالتزامات المجتمع الدولي في مساعدة بلادنا لتجاوز أثار الأزمة." كما أشار إلى استمرار الاتصالات بين مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، وبين "الأشقاء" في دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى وجه الخصوص في المملكة العربية السعودية، حول وضع الترتيبات البروتوكولية لتوقيع المبادرة والآلية المزمنة المنفذة لها. تأتي زيارة الرئيس اليمني للرياض لحضور توقيع المبادرة الخليجية، بعد قليل من تصريحات أدلى بها القيادي في المعارضة اليمنية، محمد ناجي علاو، اعتبر فيها أن القوى المناهضة لحكم الرئيس صالح "أخطأت سياسياً" من خلال تأكيد نيته التوقيع على آلية تنفيذ المبادرة الخليجية الثلاثاء، مضيفاً أن النظام يتذرع بالتفاصيل لضرب الاتفاق. وطالب علاو، في اتصال مع CNN بالعربية الأربعاء، المبعوث الدولي، جمال بن عمر، بتسمية الأطراف التي تعطل الحل خلال الاجتماع المقبل لمجلس الأمن، كما اتهم صنعاء بالوقوف خلف التحركات العسكرية الأخيرة للحوثيين. وقال علاو: "أنا شخصياً لا اعتقد أن علي عبدالله صالح سيوقع، ولا يمكن تصديق أي شيء يتعهد به إلا بعد أن ينفذه فعلياً." وكانت تقارير صحيفة قد أشارت إلى أن السلطة والمعارضة في اليمن بطريقهما إلى توقيع اتفاق نهائي لآلية تطبيق المبادرة الخليجية، التي تنظم نقل السلطة في البلاد، الثلاثاء، على أن يقوم صالح بتوقيعها، إلى جانب نائبه وقيادات في حزب المؤتمر الحاكم. ونقلت وكالة "سبأ" عن نائب وزير الإعلام اليمني، عبده محمد الجندي، قوله الأحد إن هناك ما وصفها ب"مؤشرات إيجابية" حول قرب التوصل إلى الاتفاق، متوقعاً أن يصار إلى التوقيع على الآلية الثلاثاء. ومنذ مطلع العام الحالي، تشهد اليمن حركة احتجاجات عنيفة، ينادي فيها المحتجون برحيل صالح بعد 33 عاماً في السلطة، وتصدت القوات الحكومية للدعوات الشعبية بالرصاص الحي، وفق مصادر طبية ومن المعارضة. واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قبل ذلك بقليل ان الرئيس اليمني سيتوجه الى نيويورك لتلقي العلاج الطبي بعد توقيع اتفاق نقل السلطة.