عديدة هي المنغصات، التي تؤثر سلبا على المعيش اليومي للمغاربة وتقلص جودة حياتهم، وبالتالي تقوض عيشهم الكريم. طبيعة هذه المنغصات، ونسب تأثيراتها، وأيضا مجالات تمظهراتها في الحياة اليومية للمغاربة، كل هذا شكل صلب موضوع دراسة جديدة للمندوبية السامية للتخطيط، همت محددات جودة الحياة حسب تصورات المغاربة انطلاقا من واقعهم المعيش. وضمن أبرز نتائج البحث الوطني حول العيش الكريم، الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط في 2012، وقدمها أول أمس الأربعاء 22 أبريل 2015 بالرباط المندوب السامي أحمد الحليمي، تبدى البيت أو المسكن، بعدا أساسيا ضمن الأبعاد المحددة للعيش الكريم، وفق تصور 60 في المائة من المغاربة، يليه الدخل عند 25 في المائة منهم في ما يهم الحياة المادية. أما المجال الاجتماعي، فيأتي العمل في المرتبة الأولى عند 43 في المائة من المغاربة، ثم الصحة عند ال32 في المائة ، والتعليم لدى 24 في المائة. فضلا عن أن البحث أبرز أن قرابة نصف المغاربة غير راضين على معيشهم إذ لا يتعدى متوسط الرضا عندهم 4.5 على 10. وقد مكن البحث من رصد الحاجيات الاجتماعية للسكان كما عبروا عنها أنفسهم وفقا لتصوراتهم الخاصة للعيش الكريم والوقوف على الشروط التي يعتبرونها محددة لتحقيقه في حياتهم اليومية. البحث أتاح أيضا إمكانية ترتيب أبعاد العيش الكريم كما حدده السكان ومن قياس مستوى رضاهم إزاء الحياة اليومية في مختلف أبعادها. وكان البحث حول العيش الكريم قد مكن في وقت سابق من تحديد أبعاد العيش الكريم من طرف المواطنين فضلا عن الترجيح الذي يولونه لها حسب تأثيرها على حياتهم اليومية. وفي هذا السياق، أوضح أحمد الحليمي أن هذا البحث يقدم لمرحلة جديدة تتجاوز "الأبحاث أو الدراسات الإحصائية ذات المحتوى الموضوعي من قبيل الناتج الإجمالي للثروة أو الدخل وتتمثل في مرحلة تمنح المواطن ومشاعره مكانة مركزية من حيث الاهتمام في العملية الإحصائية" بما يمكن من معرفة تأثيرات السياسات العمومية بشكل مباشر على المواطن وعلى معيشه.