خصصت حلقة برنامج "عيون " الذي بثته القناة الخامسة أو المغربية لبحث موضوع الرفاه أو العيش الكريم أول أمس الأحد . البرنامج استضاف أستاذا جامعيا في علم الاجتماع وآخر في علم الاقتصاد ، كما استضاف إطارا كبيرا من المندوبية السامية للتخطيط . انطلقت مقدمة البرنامج في أسئلتها لضيوف البرنامج من البحث الوطني حول العيش الكريم الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط،والذي خلص إلى أن مغربيا واحدا من أصل ثلاثة قد يكون راضيا أو جد راض عن الحياة، وأن أقل من الربع راض بشكل متوسط فيما نصف المغاربة (حوالي 46بالمائة ) غير راضيين على حياتهم. تم الحديث عن أبعاد الحياة التي تشكل مصادر للعيش الكريم٬ والتي تتمثل كما سبق لأحمد لحليمي المندوب السامي للتخطيط أن أعلن عنه سابقا بمناسبة تقديم خلاصات البحث ، في ثلاثة مجالات من الأبعاد تتمثل في الحياة المادية التي تضم السكن الذي جاء على لسان 60بالمائة ممن شملهم البحث، ثم الدخل الفردي الذي ذكر على لسان 45بالمائة متبوعا بالمجال الاجتماعي الذي يشمل الشغل بالنسبة ل 43 بالمائة والصحة بالنسبة ل 32 بالمائة والتعليم بالنسبة ل 24 بالمائة بالإضافة إلى المجال المجتمعي الذي ذكر من طرف 29بالمائة . وبعيدا عن لغة الأرقام و خلاصات البحث ، عزز البرنامج نقاشه ببث "ميكروطروطوار" للمواطنين الذين تكلموا بما يعيشونه ، فجاءت كل الآراء معضدة لمضامين البحث إن لم نقل أكثر . سئل المواطنون عن الادخار ، فأجمعوا على أن الادخار شيء مستحيل مع أجور مجمدة وأسعار يلتهب سعارها يوما بعد يوم . تكلم المواطنون عن المديونية المفرطة ، وتنامي حاجيات المواطنين ، فجاءت تصريحاتهم مؤكدة على أننا بعيدون كل البعد عن الرفاه أو العيش الكريم . اللافت للانتباه أن الأستاذ الجامعي المختص في علم الاجتماع ، وبعد أن أكد المتدخلون قبله البعد كل البعد عن إعمال أبعاد العيش الكريم ، واسترسلوا في عرض مسوغات عدم رضى المواطنين عن عيشهم ، استنبط مصطلحا جديدا وهو الاكتئاب الأجري. والاكتئاب الأجري معناه أن الأجر لا يفي بالحاجيات ويعتبر يوم استخلاصه يوما للاكتئاب وليس للفرح، لأنه لايمكث بالجيب إلا سويعات ، بعد أن تكون المديونية المقتطعة من المنبع قد استنزفته، وبعد أن يأتي دور مدارس الأطفال كما يأتي دور الصيدلية و" مول اللحم و" والبقال، " ودارت" وغيرها . فيوم استخلاص الأجور ترى الوجوه أمام شبابيك الأبناك أو في طوابير " بيرو الكونتابل " شاحبة وذالكم هو الاكتئاب الأجري .