ألقت الشرطة الإيطالية، يوم الأربعاء، القبض على مغربي يبلغ من العمر عشرين عاماً، بتهم "تكوين خلية متطرفة من أجل القيام بأعمال إرهابية على الصعيد الدولي بمساعدة تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروفة اختصارا ب "داعش". وأفادت المصالح الأمنية أن المغربي المهدي حليلي، الحامل للجنسية الإيطالية والمقيم بمدينة تورينو شمال إيطاليا، كان من بين الخلية التي فككتها في مناطق لومبارديا وبييمونتي وتوسكانا، وتضم ألبانيين من عائلة واحدة، بسبب قيامهم بدعم وتجنيد مقاتلين لفائدة "داعش" بين إيطاليا وألبانيا. وقام حليلي بكتابة منشورات دعائية وكتاب من 64 صفحة باللغة الإيطالية، ظهر مؤخرا على شبكة الإنترنت من أجل الترويج لتنظيم "داعش". ويحمل الكتاب عنوان "الدولة الإسلامية، حقيقة يجب أن تصل إليك". ووفقا للتحريات التي انطلقت منذ سنتين تحت اسم «بلقان كونيكشن»، فإن الشاب المغربي كان ناشطا على شبكة الإنترنت وعمل على إعداد هذه الوثيقة لنشرها في شهر نونبر من العام الماضي، والتي أصبحت متداولة بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي في فبراير الماضي. ويوضح الكتاب بشكل مفصل أنشطة دولة الإسلامية في سوريا والعراق، واصفا إياها بأنها الدولة التي توفر الحماية لمواطنيها والغير رحيمة مع أعدائها. واعتبرت أجهزت الأمن الإيطالية أن أهمية الوثيقة لا تكمن فقط في المحتوى بل في توجيهيها إلى الشعب الإيطالي. وأكدت التحقيقات أن الثلاثة أفراد الذين قبضت عليهم الشرطة كانوا على اتصال عن طريق الهاتف والفايسبوك مع المغربي أنس الأيوبي (أبو روحة الإيطالي)، الذي سبق وأن تم اعتقاله بتهمة الإرهاب عام 2013 ثم أطلق سراحه من قِبل محكمة الاستئناف بميلانو والموجود حاليا في سوريا. وشدد المدعي العام الإيطالي، لويس ديل اوسو، على أهمية الضربات الاستباقية من أجل التصدي للخطر الإرهابي المحدق بالبلاد، موضحا أن الأجهزة الأمنية لن تتساهل مع أي كان يستهدف أمن البلاد وسلامتها. وكانت مصالح الشرطة قد ألقت القبض على مهاجرين مغاربة متهمين بالانتماء للنتظيم الإرهابي والتعاطف معه، ورحلت اثنين منهم إلى المغرب، وذلك منذ الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له فرنسا مطلع العام الجاري. وأقرت الحكومة الإيطالية في فبراير الماضي مجموعة من التدابير لتعزيز سبل مكافحة الإرهاب، تستهدف المقاتلين الأجانب الذين ينتمون لتنظيمات متطرفة مشددة العقوبات بحق الأفراد الذين يمجدون الإرهاب عبر الإنترنت مع إمكان غلق المواقع الإلكترونية. هشام الفرجي