أجساد متعبة تفترش الأرض العارية وعيون تترقب بارقة أمل جديدة، من شأنها إنهاء مأساة استمرت لشهور. كان هذا هو حال العشرات من أساتذة التعليم العتيق أمس الأربعاء، وهم أمام مقر مديرية التعليم العتيق بالرباط في أول يوم من اعتصامهم المفتوح. المتضررون الذين قدموا من عدة مدن، لم يكتب لهم الانصاف، والادماج من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية بعد أزيد من عشرين سنة من العمل، في دواليب التكوين، ليكون مصيرهم الطرد التعسفي على خلفية مطالبتهم بتسوية وضعيتهم المالية والقانونية التي انطلقت منذ شهر يناير 2011 «قضيت عشر سنوات من العمل، والتدريس بتفان ضمن سلك التعليم العتيق، لكن تم طردي بطريقة مهينة دون سابق إنذار من طرف الوزارة، مما تسبب في تشريد أسرتي بعد تعليق أجرتي الشهرية نهاية الموسم الماضي» هكذا لخص، أحد المتضررين من البيضاء الذي كان من بين المحتجين مصيره المهني ووضعيته التي يشترك فيها مع أزيد من60 من الأساتذة على الصعيد الوطني. شريف سعيد العلوي منسق المجموعة، وهو حاصل على دبلوم الدراسات المعمقة في علم الاجتماع كان من بين الأساتذة المعتصمين، لخص مسار هذه الفئة قائلا :« رغم الوعود السابقة 2007 الرامية إلى اخراج نظام أساسي يطابق لما هو معمول به في قطاع التربية الوطنية، باعتبارنا جزء من منظومة اللتكوين، وفي مقدمتها الترسيم، إلا أنه تم التراجع عن ذلك، وتعويضه بضرورة توقيع عقد من طرف الأستاذ على أساس موسم دراسي واحد، وفي حالة رفضه التوقيع يعتبر هذا الأخير متخليا عن مهمته». وبخصوص الحوارات التي باشرتها الجهة المسؤولة مع هذه الفئة، بدى المنسق متشائما « الحوار الوحيد الذي باشرت المجموعة، كان مع العامل ركراكة بولاية الرباط، يوم أول أمس الثلاثاء 18 أكتوبر الجاري والذي تدارس مع الكاتب العام لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الأمر، لايجاد حل وسط، لكن ظل الأمر مجرد تطمينات لاغير». الأساتذة المطرودون معظمهم من حاملي الشهادات العليا، لم يكتفوا بالوقفات الاحتجاجية والاعتصام لأزيد من أسبوع، بل قاموا في مناسبات عديدة بتوجيه رسائل إلى عدة جهات من بينها مراسلة رئيس الحكومة في شان قرار الطرد الجائر. المشاركون وفي يومهم الأول من الاعتصام، وبعد الوقفات الاحتجاجية أمام مقرالمديرية للأسبوع الخامس علىالتوالي يحذوهم الأمل في أن تحمل الأيام القادمة حوارا جدي و قرارات تهم ارجاعهم الفوري اللا مشروط إلى عملهم، ولما لا ادماجهم المباشر في منظومة التكوين العمومية.