يتناول الكتاب الجديد للصحافي والدبلوماسي السابق محمد العربي المساري تحت عنوان "اسبانيا الأخرى" تطورات النظام السياسي في مرحلة ما بعد فرانكو ومسار الانتقال الديموقراطي الاسباني ثم تدبير العلاقة مع الجار المغربي. والكتاب الذي تم تقديمه في إطار فعاليات الدورة الحادية والعشرين للمعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء، عبارة عن مجموعة مقالات نشرها المساري في الصحافة إثر وفاة السياسي الاسباني أدولفو سواريس أحد مهندسي الانتقال الديموقراطي بعد وفاة فرانكو. وقدم الكاتب حسن أوريد هذا الكتاب، الصادر حديثا عن دار الأمان بالرباط، بوصفه ذا أهمية استثنائية من حيث تحليل أوضاع اسبانيا وطبيعة التوازنات السياسية في مرحلة حاسمة من تاريخها، من جهة، وتفكيك خلفيات السياسة الاسبانية تجاه المغرب وقضية الصحراء بوجه خاص، من جهة أخرى. وساهم الباحث المختص بالدراسات الاسبانية، عبد الواحد أكمير، بقراءة في مضمون الكتاب، الذي وجده تجسيدا لعمق إلمام المؤلف بدواليب السياسية والنخبة الاسبانية، مسلطا الضوء على أهم الفاعلين الذين ساهموا الى جانب الملك خوان كارلوس في ارساء النظام الديموقراطي في اسبانيا على أنقاض الفرانكاوية. ويرى أكمير أن المساري، مستندا على المعطيات التاريخية تارة، ومستعينا بشبكة علاقاته بالنخبة الاسبانية وغوصه في مرجعيات العقل السياسي الاسباني، قدم قراءات تفصيلية وذكية حملت تفكيكا لأهم المتغيرات التي حسمت المشهد لفائدة أنصار الانتقال الديموقراطي، وكذلك لأهم بواعث سوء الفهم الذي يوجه مواقف الإسبان تجاه المغرب.