توفيأول أمس الأحد بإحدى مصحات العاصمة الإسبانية مدريد، رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق أدولفو سواريث غونزاليث، مهندس مسلسل الانتقال الديمقراطي في إسبانيا عن سن ال82 بعد صراع طويل مع المرض، بحسب ما ذكرت مصادر طبية. وكان نجله أدولفو سواريث إلانا قد أعلن في مؤتمر صحفي عاجل بمصحة سيمترو في مدريد، التي دخلها والده الاثنين الماضي، أن صحة هذا الأخير، الذي كان يعاني من مرض الزهايمر «تدهورت وقد يسلم الروح» في أي لحظة. وقد أدخل سواريز المستشفى بعد إصابته بعدوى في الجهاز التنفسي، وصفت بأنها «طبيعية» من قبل عائلته بسبب المرض الذي عانى منه لمدة عشر سنوات. ويعد أدولفو سواريث، أول رئيس حكومة على عهد الديمقراطية الحالية (1976-1981) وأيضا وريث الفرانكوية، من بين الشخصيات البارزة في الانتقال السياسي بإسبانيا الذي سمح لإسبانيا بقلب صفحة الدكتاتورية (1939-1975). وعينه العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس الأول، الذي اعتلى عرش إسبانيا بعد وفاة فرانسيسكو فرانكو في 20 نونبر 1975، رئيسا للحكومة في سنة 1976. وفي عهد حكومته اعتمدت الإصلاحات الكبرى التي سمحت لإسبانيا بالانتقال من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، وشرعنة الأحزاب السياسية، بما في ذلك الترخيص المثير للجدل للحزب الشيوعي، والعفو عن السجناء السياسيين، ثم صياغة الدستور والمصادقة عليه في استفتاء 1978. وتم التصديق على ولاية أدولفو سواريز من خلال صناديق الاقتراع في أول انتخابات ديمقراطية بعد سقوط الديكتاتورية، في 15 يونيو 1977، حيث قدم نفسه كزعيم لحزب الاتحاد الوسط الديمقراطي . إلا أنه ورغم فوزه في الانتخابات الثانية لسنة 1979، مدعوما بالتوترات الداخلية للحزب ودون دعم من الملك، استقال سواريث بشكل غير متوقع في يناير 1981، قبيل محاولة الانقلاب في 23 فبراير بوقت قصير. وكان أدولفو سواريث حاضرا في انتخابات 1982 على رأس حركة حزبية وسطية هي المركز الديمقراطي والاجتماعي، لكنه خسر الانتخابات أمام الاشتراكي فيليبي غونثاليث. ولد أدلوفو سواريث في 25 ستنبر 1932 بكابريرون بإقليم أفيلا (وسط إسبانيا)، ، وهو ابن أحد الجمهوريين الذي أصبح أحد كوادر نظام فرانكو. وفقد سواريث، وهو أب لخمسة أطفال، زوجته أمارو إلانا سنة 2001، ورزئ في ابنة له ثلاث سنوات بعدها. وقد أشاد الملك الاسباني خوان كارلوس الاحد برئيس الوزراء الأسبق ادولفو سواريز الذي توفي عن 81 عاما، ووصفه ب»المتعاون الاستثنائي والصديق الوفي». وقال خوان كارلوس في رسالة متلفزة إن ادولفو سواريز العنصر الرئيسي في الفترة الانتقالية الديموقراطية في اسبانيا «عمل في كل لحظة بناء على ولائه للتاج الملكي الاسباني ولكل ما كان يمثل الديموقراطية ودولة القانون ووحدة وتنوع اسبانيا». وتستعد اسبانيا لتكريم من كان من أبرز الفاعلين السياسيين فيها الى جانب الملك خوان كارلوس في الفترة الانتقالية الحساسة التي تلت مرحلة الديكتاتور فرانشيسكو فرانكو (1939-1975). وبحسب وسائل الاعلام، فان مراسم تشييع سواريز الرسمية ستنظم بعد ايام من الحداد الوطني.