«الحاج هو لنزع ليا سروالي ودار ليا ديك البسالة»! كلمات خرجت بصعوبة من فم لمياء ذات تسع سنوات. بوجها الشاحب وعينيها الدامعتين، وهي تبوح بألامها النفسية والجسدية بعد تعرضها لهتك العرض من طرف الحاج الشرقي. بين لحظة وأخرى كانت تتيه الصبية بنظراتها في غرفة التحقيق في أمن الفداء مرس السلطان بالدار البيضاء، ومن حين لأخر كانت تحتاج إلى الطمأنينة، فتمسك بقوة بيد والدتها حتى تستمر في الكلام. اعتاد الحاج البالغ80سنة التجول في الحي وعيناه لاتكفان عن البحث عن الطفلات الصغيرات اللواتي لايجد لذة أكثر من التقرب منهن يضحك في وجه هاته ويجزل العطاء لتلك، ومن تسقط في شراكه يستدرجها إلى بيته ويمارس عليها شدوده. صباح الجمعة الأخيرة خرج كعادته من بيته في منطقة الفداء وهو يردد "يافتاح يارزاق" ممنيا النفس بالعثورعلى طفلة صغيرة يبدأ بها صباحه. وهو يجوب دروب الحي ذهابا وإيابا وعينيه لاتكفان على رصد كل الأطفال الذاهبين إلي مدارسهم ذاك الصباح، لم تتراءي له إلا لمياء وهي تسرع الخطى متوجهة إلى دكان الحي. اعترض طريقها،وطالب منها مصاحبته إلى منزله ليمنحها بضع قطع من الحلوى. ببراءتها تبعته الصغيرة، التي ما إن ولجت باب البيت حتي مدت كفيها للشيخ قائلة:" سربيني أعمي راه باقي غادية للمدرسة" بدل منحها ماوعد به. أحكم الحاج قبضته على خصرها الصغيروبدأ في نزع سروالها. في المقابل كانت لمياء تحاول نزع يده بكل قوتها، إلا أن هذه الأخيرة خانتها. حاولت الافلات منه، إلا أنه منعها! جربت الصراخ فكمم فمها! ومن شدة الخوف تجمدت في مكانها واستسلمت الصغيرة لقدرها. لم تأخذ الشيخ رأفة. نزع سروال الصبية وأتبعه بتبانها. ثم أخرج قضيبه وبدأ يمرره على مؤخرتها. من شدة الألم، أطلقت لمياء صرخة مدوية، التقطتها مسامع الأم التي كانت لتوها تبحث عن صغيرتها بعدما تأخرت في العودة إلى البيت، أسرعت الخطى وهي تحاول فتح باب بيت الشيخ، لتفاجأ بلمياء تخرج مسرعة وهي تستجمع سروالها والدموع تبلل خديها. لم تتمالك الأم أعصابها وهي تعاين حالة إبنتها. أحكمت قبضتها على الحاج وهي تصيح:" كاع بنات الدرب جيتي عليهم مابقات ليك غير بنتي الشيباني،". اصفر وجه الحاج وتلعثم صوته وتجمد في مكانه ويداه ترتعشان وهو يحاول درأ الفضيحة التي وجد نفسه في خضمها، لاسيما مع تحذيرات زوجته وأبنائه من أفعاله التي تكاثرت، وشكاوى الأباء من الشيخ الذي لايتردد في الإعتداء علىالطفلات الصغيرات. نقلت لمياء بالسرعة الفائقة إلى مستشفي ابن رشد حيث انجزت لها خبرة طبية أكدت تعرضها لخدوش على مستوى مؤخرتها، فيما الحاج الشرقي أعتقل من قبل الشرطة الفضائية لأمن الفداء مرس السلطان. بعد التحقيق وإحالته السبت الماضي على النيابة العامة ليلقى جزاءه، لن يكن الحاج الأول أوالأخير من أمثاله من الذئاب البشرية التي تجوب شوارع ودروب البيضاء وغيرها من المدن والبوادى، على مدار الأيام والساعات، وهي فاتحة شهيتها لنهش لحم الصغار والصغيرات من الصبايا دون رحمة أو رأفة