لطيفة أحرار تبكي بعد انتهاء البرنامج. في نهاية الحلقة سبقتها دموعها للتعبير عن تأثرها من المرور من سراط بلال مرميد غير المستقيم، ذلك الذي اختار له عنوانا واضحا فاضحا هو "في مواجهة بلال مرميد". الفقرة الإذاعية الأكثر إثارة للجدل هاته الأيام في الإذاعات المغربية تسمى بهذا الإسم، وتستوحي ركنا شهيرا لنفس المنشط الإذاعي والصحافي هو "سينما بلال مرميد"، ومن خلال هاته المواجهة الجديدة مع ضيوفه، يترك بلال الأسئلة التي لا معني لها والتي يطرحها عادة أغبياء الإعلام من قبيل "حدثينا عن بداياتك، وعن نهاياتك وعن كل الأشياء"، ويطرح أسئلة العمق وأسئلة المواجهة وإن أغضب في كثير الأحايين. ثلاث حلقات فقط كانت كافية لكي يدرك مستمع ميدي آن الدولية أنه أمام موعد إذاعي من نوع خاص: في الحلقة الأولى استسلم نور الدين الخماري لإغراء البوح وقال "اللهم النقيل ولا التخربيق". في الحلقة الثانية استعاد الكلاعي طاركوفسكي وقالها لبلال بصريح العبارة "أنا صبرت على أسئلتك لكن ضيوفا آخرين لن يفعلوها"، وفي الحلقة الثالثة قالت لطيفة أحرار بالدموع الشيء الكثير، وخرجت ممتنة لهذا العبور الإذاعي الذي اعتبرته من أفضل ما وقع لها في الإعلام. أين ستقف "وقاحة" هذا الذي أعلن نفسه أفضل ناقد سينمائي في المغرب دون أن يطلب منه أحد ذلك؟ في الحقيقة لا أحد يريد لهاته الوقاحة الجميلة أن تقف، فما أحوجنا إلى صرحاء مثل بلال يمتلكون موهبة قول الأشياء بمعرفة وعلم في كل المجالات، عسانا نحرك الكثير من البرك الآسنة في هذا البلد الجميل.