شرعت إذاعة ميدي آن الدولية بطنجة، ضمن شبكة برامجها الجديدة، في تقديم برنامج حواري أسبوعي جديد، متخصص في مجال السينما، كل سبت في منتصف النهار، يعده ويقدمه الزميل بلال مرميد، اختارت له عنوانا مثيرا مهنيا، هو : "في مواجهة بلال مرميد". تقوم فكرة البرنامج الجديد، على حوار سجالي حول السينما ومن أجل السينما، مع ضيف متخصص في مجال الفن السابع (كان الضيف الأول هو المخرج المغربي نور الدين لخماري). وهي فكرة جديدة، وموفقة مهنيا، كونها لا تطرح نموذجا تقليديا للحوار الإذاعي، بقدر ما تصدر منذ البداية من معطى أن اللقاء ليس للمجاملة، بل هو للمواجهة الإيجابية، التي تجعل نتيجة الحوار مفيدة للجمهور المستمع العام. وأن الغاية هي طرح كل المسكوت عنه سجاليا مع الضيف، بما يستوجبه ذلك من احترافية في الإعداد وضبط للمعلومات وارتقاء بالنقاش كي يكون شبه أكاديمي محترف. لكن قوته كامنة في أنه يتم من خلال لغة تواصلية إذاعية عمومية تحقق أسباب التواصل مع مختلف شرائح المستمعين. ذلك ما تحقق مثلا مع إبن مدينة آسفي، لخماري، الذي استوعب طبيعة أسئلة بلال مرميد، وتفاعل معها بالشكل الذي أعلا من النقاش حول أفلامه ومشروعه السينمائي، خاصة ثلاثيته حول الدارالبيضاء. مما جعل النتيجة هي إعادة اكتشاف شخصية المخرج المغربي ذاك، المعرفية والإنسانية والفنية، التي هي ربح أكيد للمغرب والمغاربة. لأن مخرجا بدون رؤية فنية ودون سقف فكري ببعد إنساني، كارثة الكوارث. ونورالدين الخماري أظهر مرة أخرى، أنه فنان مغربي أصيل، عميق إنسانيا، وله تكوين فكري ومعرفي صلب، يعزز من تكوينه السينمائي (حتى والعلاقة جدلية بين الفكري والفني). فكرة البرنامج الإذاعي الجديد، إذن مهمة، وتعتبر جديا إضافة نوعية جديدة ضمن المشهد الإذاعي المغربي، بذات اللمسة الإحترافية الدائمة التي تعرف بها بصمة منتوج إذاعة ميدي آن. وإذا ما أضفنا إليها توقيت البث، الذي يسجل فترة الذروة في الإستماع مغربيا يوم السبت إذاعيا، ندرك أن الإختيار مفكر فيه، لأن عددا من الإذاعات الأخرى تخصص برامج ذات نسب استماع مهمة في ذات التوقيت.