أشعلت قضية فتاة إيرانية اعتقلت مع 10 نساء أخريات بسبب "ذنب" محاولة مشاهدة مباراة كرة الطائرة للرجال، مواقع التواصل الاجتماعي في إيران والعالم. وسلطت القضية الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان في إيران. وفي تفاصيل القضية وفق ما طالعته "العرب" من صحف بريطانية فإن غنجة قوامي (25 سنة) التي تحمل الجنسيتين الإيرانية والبريطانية، وهي تعمل محامية تحت التمرين في لندن، اعتقلت مع 10 نساء حاولن في الذكرى الخامسة لمقتل ندا سلطان، (20 يونيو الماضي)، الدخول إلى ملعب "أزادي" في طهران، لحضور مباراة لكرة الطائرة كانت تجري ذلك اليوم بين منتخبي إيران وإيطاليا. وتحولت ندا سلطان التي قتلت على يد ميليشيات الباسيج في 20 يونيو 2009 إبان الثورة الخضراء في إيران التي تلت الانتخابات الرئاسية الإيرانية "المزورة" التي فاز بها محمود أحمدي نجاد آنذاك. رمزا للاحتجاجات الإيرانية عقب التقاط اللحظات الأخيرة قبل موتها في مقاطع فيديو سرعان ما انتشرت على شبكة الإنترنت. وكلمة "ندا" بالفارسية ترادف كلمة "نداء" بالعربية أي "الصوت" أو "الدعاء"، وقد لُقبت الفتاة ب"صوت إيران" واعتبرت رمزا للمتظاهرين المطالبين بالديمقراطية والمتصارعين مع نظام الملالي في إيران. وبالرجوع إلى تفاصيل القضية فقد منعت النساء من حضور المباراة، لأن الاختلاط ممنوع منذ 1979 على المدرجات الرياضية بين الرجال والنساء في إيران، فتظاهرن "بأسلوب سلمي للمطالبة بالدخول"، فاعتقلتهن الشرطة لأيام معدودات، ثم أطلقت سراحهن وبينهن غنجة، البالغ عمرها 25 سنة. في اليوم التالي كانت غنجة في المنزل تجمع أغراضها للعودة إلى لندن، إذ بها اعتقلت ثانية، وزج بها في زنزانة انفرداية بسجن "ايفين" سيئ السمعة أين بقيت فيها طوال 41 يوما. ويعرف السجن بأنه "مأوى" السياسيين والصحفيين المعارضين. وعلى فيسبوك أسس نشطاء إيرانيون وبريطانيون صفحة سموها "غنجة قوامي را ازاد كنيد Free Ghoncheh Ghavami" وعلى تويتر أنشأوا هاشتاغا سموه FreeIranianFemaleVolleyballFan # وفيهما سلط النشطاء الضوء على الحالة المتردية لحقوق الإنسان وخاصة النساء في "بلاد الملالي". ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، وهي شبه رسمية تزعم أنها مستقلة، عن إسماعيل أحمدي مقدم، القائد العام للشرطة الإيرانية، أن الاختلاط على المدرجات حاليا "ليس في الصالح العام". وقد تم رفع الحظر عن الصحفيات، في ظروف استثنائية ويقول المتشددون إن هناك حاجة لحماية النساء من "الأشياء المنافية للحشمة"، في إشارة إلى ملابس الرجال في مباريات الكرة. وكان نشطاء حقوق الإنسان في إيران أملوا في أن انتخاب الرئيس المعتدل حسن روحاني من شأنه أن يؤدي إلى سن قوانين ليبرالية ولكن سلطة المؤسسة الدينية أقوى بكثير. واكتظت مواقع التواصل الاجتماعي بحملات للدفاع عن غنجة حيث شبهوها بالبطلة ندا آغا سلطان وأطلقوا عليها "صوت إيران الحي". من جانبها، أطلقت إيران "نشطاءها الرسميين" عبر المواقع الاجتماعية الذين أكدوا أن "الفتاة البريطانية الإيرانية الأصل كان هدفها الأساسي سياسيا وليس رياضيا وتعمدت إثارة الفوضى في الملاعب وتعكير الأمن وإثارة الشغب، مؤكدين أنه "يجب احترام قوانين البلد وعلى غنجة وأمثالها أن يعلموا بأنهم في جمهورية إيران الإسلامية التي تطبق الشريعة الإسلامية على أحسن أوجهها ويجب أن يحترموا التقاليد والأعراف الإيرانية ومشاعر المسلمين الإيرانيين بعدم الاختلاط، إن غنجة في إيران الإسلامية وليست في لندن، وفق تعبير أحدهم. ورد معارضون "أجل لإيران قوانينها الخاصة التي لا تضاهيها إلا القليل من الدول مثل كوريا الشمالية... حيث يعتقل الإنسان لأشهر ولا توجه له أي تهمة لأن الإنسان في إيران مذنب حتى تثبت براءته".