دخول طائرات « إف 16» الأمريكية ضمن الترسانة العسكرية المغربية، لا يبعث الجزائر والبوليساريو على الاطمئنان. فبمجرد ما حطت الطائرات الأربع الأولى، من الصفقة البالغ عددها 24 طائرة، في مراكش، حتى بدأت مشاعر الخوف والقلق تنساب من شرق المملكة وجنوبها الشرقي. في تندوف رأت حكومة الانفصال في الصفقة «دعما لسياسة استعمارية» وفي الجزائر قالت الصحف المقربة من جنرالات الحكم إن صفقة إف 16 «معاكسة لإعلان محمد السادس عن فتح صفحة جديدة مع الجزائر». وتساءلت صحيفة «لكسبريسيون» الصادرة باللغة الفرنسية السبت الماضي في مقال رئيسي تحت عنوان : «ضد من يريد المغرب استعمال هذه الطائرات؟»، وقالت: «إن هذه الصفقة تأتي في وقت يجري فيه الحديث عن انفراج في العلاقات بين البلدين، فما الذي يخيف الرباط إلى درجة دفعها إلى استعمال أهم طائرات حربية اليوم». أما يومية «الخبر»، ورغم أنها خصصت لخبر الصفقة بضعة أسطر فقط، إلا أنها رأت فيها ردا على سياسة التسلح الجزائرية، وقالت تحت عنوان «المغرب يرد على الجزائر بشراء «أف 16»، إن الصفقة «رد على الجزائر التي اقتنت العشرات من الطائرات، من بينها 28 مقاتلة من طراز «سوخوي 30 – إم كا أ» في إطار صفقة ضخمة مع روسيا بمبلغ يقدر ب7.5 مليار دولار. يومية «الشروق» تطرقت للصفقة من زاوية حوار مع أحمد عظيمي، المختص في الشؤون الأمنية قال فيه «إن المغرب يتحمل مسؤولية السباق نحو التسلح في منطقة شمال إفريقيا، بسبب لجوئه المتكرر لتطوير ترسانته العسكرية بأحدث المعدات والأسلحة، دون مبررات مقنعة، مما ساهم في بث الشكوك في دول الجوار». ومن تندوف، جاءت ردود الفعل من نفس مستوى القلق الجزائري، فالبوليسايو متخوفة مما وصفته ب«التوجه الخطير» للمغرب بعد اقتنائه لطائرات ‘'أف ‘'16 الأمريكية. مشيرة إلى أن صفقة الطائرات الأمريكية هو «دعم» للحكومة المغربية على المضيّ قدما في «سياسة التعنت».