وحده القدر الذي جعل طفلة صغيرة تنجو من بطش الشاب الذي ارتكب مجزرة في حق ثلاثة أشخاص بإقليمي الجديدة وسيدي بنور يوم السبت الماضي، إذ كشفت مصادر عليمة أن طفلة تبلغ من العمر حوالي 6 سنوات كانت ترافق والدتها (ضحية دوار الجدد) لقضاء غرض عائلي، قبل أن تقرر العودة إلى المنزل وحيدة على بعد دقائق قليلة من مصادفة والدتها للجاني الذي أجهز عليها بضربة قاتلة من معوله، ما فند تضارب الآراء حول ارتفاع حصيلة هذه المجزرة إذ ظلت محصورة في ثلاثة قتلى. وعلمت «الأحداث المغربية» أن رجال الدرك الملكي بسيدي بنور مازالوا إلى حدود صباح أمس الإثنين يواصلون تحقيقاتهم مع المتهم الذي تختلف ردوده بشكل يحول دون كشفه عن الأسباب الحقيقية التي دفعته إلى ارتكاب هذه الجرائم. ويرتقب أن تتم إحالة الجاني (26 سنة) على خبرة طبية لمعرفة ما إذا كان يعاني من اضطرابات نفسية ساهمت في ارتكابه هذه المجزرة، سيما في ظل الأخبار التي راجت حول إصابته بمرض عقلي منذ ما يزيد عن سنة من الزمن، جعله يواظب على استعمال أقراص مهدئة وأن عدم تناولها يوم الحادث حوله إلى إنسان عدواني يثور في وجه كل من وضعه القدر في طريقه. وكان المتهم الذي ينحدر من دوار أولاد بوعزة التابع لجماعة خميس متوح بإقليم الجديدة، قد أصيب بحالة هيستيريا فامتطى عربة مجرورة وتسلح بمعول (عتلة) وشرع يهاجم كل من صادفه في طريقه بضربات قاتلة على مستوى الرأس، إذ باغت شابة في مقتبل العمر (مواليد 1989) كانت تهم بتكبيل الأبقار وسط حقل فلاحي بدوار الرمولة بالجماعة القروية ذاتها بضربة قوية استطاعت أن تتحمل تأثيرها وتفر لمسافة 30 مترا قبل أن يتمكن من مطاردتها والإجهاز عليها بضربات متتالية جعلت شظايا جمجمتها تتناثر أرضا، لينتقل صوب دوار الجدد بجماعة العامرية، حيث أجهز على امرأة تبلغ من العمر حوالي 45 سنة بالطريقة ذاتها، قبل أن يباغت شابا آخر (24 سنة) كان منهمكا في رش حقل للعنب (الفاكهة الأكثر انتشارا بهذه المنطقة) بالأدوية، بضربة مفاجئة خرّ على إثرها أرضا يصارع الموت. و تسلمت أسر الضحايا الثلاث جثثهم التي أودعت بمستودعي الأموات بكل من مستشفى الجديدة وسيدي بنور مساء أول أمس الأحد، حيث تمت مواراتهم الثرى بجماعتي العامرية وخميس متوح.