أفادت مصادر مطلعة أن شخصا يعاني اضطرابات نفسانية ارتكب أول أمس السبت، جريمة بشعة في حق 3 أشخاص، بدوارين متباعدين، أحدهما تابع لإقليمالجديدة، والآخر، لإقليم سيدي بنور، وبفارق زمني لم يتعد الساعتين. وعلمت "المغربية" أن شخصا يدعى سعيد (22 سنة)، كان يتنقل على متن عربة مجرورة بدابة، وضع حدا لحياة فتاة في مقتبل العمر (21 سنة)، في الرابعة من ظهر أول أمس السبت، بعد أن سدد إليها ضربة غادرة وغائرة، إلى الرأس، بواسطة "عتلة"، كانت بحوزته، أردتها قتيلة في حقل فلاحي، مجاور لدوار البريمات، التابع لقيادة خميس متوح، بتراب جماعة أحد أولاد افرج، بإقليمالجديدة. وفر إلى وجهة مجهولة، وظل يحتفظ بسلاح الجريمة. واستنفرت جريمة القتل البشعة، السلطات المحلية والدركية، بخميس متوح وأحد أولاد افرج. وجرى نقل الجثة إلى مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الإقليمي محمد الخامس بالجديدة. وبعد حوالي ساعتين، بلغ إلى علم السلطات المحلية والدركية بإقليميالجديدة وسيدي بنور، خبر ارتكاب جريمتي قتل أخريين، وكان بطلهما مرتكب الجريمة الأولى بدوار أولاد مالك، الخاضع لجماعة العامرية، بنفوذ إقليم سيدي بنور، وتحديدا على الحدود الفاصلة بين جماعة أولاد افرج، وجماعة العامرية. وكان المتهم صادف في طريقه، شابا في مقتبل العمر (20 سنة)، يدعى محمد شوقي، يتحدر من دوار أولاد مالك، وامرأة تدعى فاطمة بوتهيم (45 سنة)، تتحدر من دوار الرواحلة، متزوجة ولها 4 أبناء، وسدد إليهما في غفلة منهما، ضربات قاتلة إلى الرأس، ب"العتلة"، السلاح الأبيض، الذي استعمله في جريمة الدم الأولى، وفر إلى وجهة مجهولة. وتخلى المتهم عن العربة التي كانت تقله، واحتفظ بالحصان، الذي ظل يتنقل على ظهره، قبل أن يتخلى عنه في الحقول المجاورة. واستنفرت جرائم القتل الثلاثة المتتالية، السلطات الدركية والمحلية بإقليميالجديدة وسيدي بنور، وباشرت الضابطة القضائية المعاينة والتحريات، ونقلت الجثتان إلى مستودع الأموات بالمستشفى المحلي بسيدي بنور. وعلمت "المغربية" أن القائد الجهوي للدرك الملكي بالجديدة، انتقل شخصيا إلى الدوارين، اللذين شهدا ارتكاب جرائم القتل البشعة، وباشر الأبحاث والتحريات الميدانية، التي انخرط فيها قرابة 20 دركيا من المركزين القضائيين بالجديدة وسيدي بنور، والفرقتين الترابيتين بمركزي خميس متوح وزاوية سيدي اسماعيل، وفرقة للكلاب البوليسية المدربة، ورئيس دائرة سيدي بنور، وممثل السلطة المحلية بقيادة خميس متوح. وعثر على العربة، التي كان يتنقل على متنها، وعلى الحصان، في مكانين متباعدين، وجرى الاحتفاظ بهما مؤقتا بمحطة للوقود. وجرى البحث عن المتهم على قدم وساق، إلا أن الحقول الفلاحية، وحلول الظلام، حدا من تعقبه واعتقاله. وسادت التخوفات من أن يرتكب المتهم، الذي ظل حرا طليقا، مزيدا من جرائم القتل، في حق كل من صادفه في طريقه. وتضاربت الشهادات، التي استقتها السلطات المحلية والدركية من مواطنين، بخصوص الوجهة التي سلكها أو قصدها المتهم. وفي حدود الثالثة من صبيحة أمس الأحد، اليوم الموالي لوقوع المجزرة البشعة، تمكنت العناصر الدركية بسيدي بنور، من اعتقاله بتراب دوار الطواجنة، الخاضع لنفوذ جماعة بني هلال، على بعد زهاء 10 كيلومترات من سيدي بنور، إلا أن المحققين لم يتمكنوا من حجز "العتلة"، الأداة التي استعملها المتهم في جرائم الدم الثلاثة.