أقدم شاب يبلغ من العمر حوالي 26 سنة على قتل ثلاثة أشخاص أول أمس السبت بمناطق قروية مختلفة من إقليمي الجديدة وسيدي بنور. وكانت حالة هستيريا قد انتابت المتهم الذي ينحدر من دوار أولاد بوعزة التابع لجماعة خميس متوح (دائرة سيدب إسماعيل) بإقليم الجديدة، جعلته يعتدي على كل من وضعه القدر في طريقه بعدما تسلح بمعول (عتلة) وامتطى عربة مجرورة ساعدته على تحركاته من منطقة إلى أخرى. فبدوار الرمولة الواقع بتراب الجماعة ذاتها باغت فتاة من مواليد 1989 عندما كانت ترعى قطيع ماشية بأحد الحقول الفلاحية، إذ ما أن فطنت بالخطر يداهمها حتى أطلقت ساقيها للريح إلا أن المتهم سرعان ما تعقب خطواتها وانهال عليها ضربا بواسطة المعول على مستوى الرأس الذي تناثرت شظايا جمجمته أرضا. وبينما شق المتهم الذي عُرف بين سكان المنطقة بورعه الديني طريقه هائما على وجهه، إذا به يجد نفسه داخل تراب جماعة العامرية التابعة لقيادة بني هلال بإقليم سيدي بنور، حيث صادف بدوار الجدد شابا في عقده الثاني من العمر منهمكا في رش حقل للعنب بالأدوية ليباغته بضربة مفاجئة من معوله خرّ على إثرها صريعا قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. وبالدوار ذاته صادف الجاني امرأة في منتصف عقدها الرابع رفقة صغيرتها، فسدد لها ضربة مماثلة فقدت على إثرها الحياة، فيما مازالت الطفلة – إلى حدود كتابة هذه السطور – مختفية عن الأنظار بعدما لاذت بالفرار في اتجاه مجهول خوفا من أن تلقى نفس مصير والدتها على يد المعتدي. وأصيب الضحايا الثلاث بضربات قاتلة مماثلة، تم تحديدها جميعا على مستوى الرأس، ما ساهم في إزهاق أرواحهم بالأمكنة التي كانت مسرحا لإصابتهم، قبل أن تتدخل السلطات المعنية التي نقلت جثة الفتاة (ح.ل) إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، فيما أودعت جثتا الضحيتين الآخرين بقسم حفظ الأموات بمستشفى محمد السادس متعدد الاختصاصات بسيدي بنور. واستنفرت هذه «المجزرة» التي تسببت في سقوط ثلاثة قتلى، مختلف مصالح الدرك الملكي حيث تم تكوين فرقة خاصة من رجال الدرك بالجديدة وسيدي بنور وخميس متوح شنت حملات تمشيطية بدواوير العامرية وبني هلال و متوح من أجل اعتقال الجاني، قبل أن يتم إيقافه في الساعات الأولى من صباح أمس الأحد و هو يشق طريق عودته راجلا نحو منزل عائلته بعدما تخلص - على مرحلتين – من العربة في أعقاب إصابة إحدى عجلتيها بعطب، ومن الدابة التي ظل يمتطيها كي تساعده على الفرار ومواصلة اعتداءاته القاتلة، حتى لا تثير انتباه رجال الدرك الملكي.