زجف مستمر لمناجم الفحم الحجري نحو مناطق سكنية ودواوير بمدينة جرادة والنواحي، حيث أصبحت تلك الآبار تشرف على بعض التجمعات السكنية، ومنهاساكنة قبيلة مزغنان( لاماتر) بجماعة لعوينات إقليمجرادة، التي فتحت أبواب التصعيد المتمثل في الدخول في اعتصام مفتوح على قارعة الطريق الوطنية الرابطة بين جرادة ووجدة منذ نهاية الأسبوع الأخير، للتنديد والإستنكار بالزحف المهول لآبار الفحم أو ما يعرف محليا ب«السندريات»، مما تشكله من خطورة حقيقية على الإنسان والحيوان، خاصة الأطفال والماشية، التي تتعرض للسقوط بتلك الأبار العارية وغير المحروسة أو المسيجة. مع العلم أن الإقليم عرف عدة حوادث قادمة من آبار الفحم العشوائية. مشاكل أخرى تنضاف لتثقل كاهل المحتجين المعتمدين على الرعي الغابوي كمصدر للعيش، والذي ينهار أمام الاستغلال المهول لأشجار الغابة من طرف عمال «السندريات» كدعامات لهذه الآبار، وهو الأمر الذي يهدد مصدر قوتهم. بالإضافة إلى استعمال الحلفاء من أجل التدفئة وما له من سلبيات تتجلى في القضاء على الغطاء النباتي بالمنطقة المجاورة لهذه الآبار. وضعية دفعت ساكنة الدوار الدخول في موجة احتجاجات، خاصة بعد فشل الحوار المفتوح من طرف عامل الإقليم مع ممثلي القبيلة، حسب مصدر من المتظاهرين، حيث تم تغليب المقاربة الأمنية في التعامل مع هذا الوضع. احتجاجات تواصلت بعد قضاء ليلة في العراء في ظروف مناخية جد صعبة، وذلك بمنع أبنائهم من الالتحاق بمدارسهم، تمظيمهم مسيرة نحو مقر قيادة بني يعلى، قاطعين حوالي 8 كيلومترات على الأرجل، مرددين شعارات منددة بتهميشهم. وقد قامت القوات العمومية بمحاصرة المسيرة وتفريقها بإشراف من قائد قيادة لعوينات، مما أدى إلى وقوع بعض الإصابات، حيث تم نقل كهل يبلغ 84 سنة لمستشفى الإقليمي أصيب بجروح متفاوتة. المحتجون الغاضبون نقلوا اعتصامهم إلى باب مقر القيادة ورفعوا من وتيرة الاحتجاج. فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بجرادة، أكد لجريدة «الأحداث المغربية» أنه واكب كل هذه الأحداث مسجلا باستياء ما أسماه «المقاربة القمعية المعتمدة في التعامل مع مختلف القضايا والمشاكل الاجتماعية بالإقليم»، معلنا تضامنه التام والمطلق مع المحتجين في معركة الحق في الحياة والسلامة الجسدية والبيئية. كما حمل الفرع في كلمة ألقاها أمام المحتجين المسؤولية الكاملة لإدارة الترابية بالإقليم لما ستؤول إليه الأوضاع. جرادة : مصطفى محياوي