من إنزكان مرورا بمدينة الرياح ووصولا إلى بلد سبعة رجال، حج عشرات المواطنين صباح أول أمس الأحد، في اتجاه ساحة باب دكالة بمراكش، للانتظام في المسيرة الشعبية التي دعت إليها التنسيقية الجهوية لمناهضة الفساد ونهب المال العام بجهة مراكش تانسيفت الحوز. " يا أخي يامواطن يدك في يدي، لتحقيق العدالة ومحاكمة الشفارة"،شعار توحد حوله المشاركون ،وجهرت به مئات الأصوات، التي تشكلت من نساء ورجال،شيبا وشبا، التفوا كلهم حول مطلب القطع مع الإفلات من العقاب،وضرورة استرجاع الأموال المنهوبة والمهربة. على امتداد خط سير المسيرة التي انطلقت من الساحة المذكورة، لتقطع شارع علال الفاسي وتحط الرحال بشارع فلسطين، كان المواطنون ينضمون للمشاركين، ويلوحون بشارات النصر، تعبيرا عن وحدة المطلب والأمل في تحريك مسطرة المتابعة في حق كل من عاثوا فسادا في المال العام، وراكموا الثروات على حساب البلاد والعباد. صب المشاركون جام احتجاجاتهم وغضبهم،على الطريقة التي ظلت متبعة في مقاربة ملفات وقضايا الفساد ونهب المال، وتقصير الحكومة في تفعيل بنود الدستور الجديد التي تربط المسؤولية بالمحاسبة. "عفا الله عما سلف" التي سبق لعبد الإله بنكيران بصفته رئيسا للحكومة أن أعلن عنها حين حديثه عن قضايا الفساد ونهب المال العام، كانت في صلب رفض واحتجاجات المشاركين،الذين اعتبروا التصريح إياه تطبيعا رسميا مع الذين أذنبوا في حق الوطن ونهبوا خيراته وأمواله. المطالب الاجتماعية والتذمر من الزيادات المتتالية في الأسعار والمحروقات، واستفحال البطالة و"قلة الشي" كانت حاضرة في المسيرة الاحتجاجية، وعبرت عنها الشعارات الصاخبة من عيار"لاخدمة لا سكن، باش احنا اولاد الوطن". كانت اللافتات المؤثثة لفضاء المسيرة، تحمل عناوين بارزة عن مجمل مطالب المشاركين، والتي توحدت في مجملها حول مطلب التسريع بمحاكمة المتورطين في قضايا الفساد ونهب المال العام، مع التلويح بكون"الفساد والاستبداد وجهين لعملة واحدة" والمطالبة ب"إقرار ديمقراطية حقيقية وإشراك فعلي للمجتمع وتنظيماته". ما عرفته وتعرفه طريقة تدبير الشأن المحلي، وسيطرة بعض المتهمين في ملفات فساد، بعد تمكنهم من مراكمة ثروات خيالية والرفع من منسوب حساباتهم المالية والعقارية، ليظلوا بعدها متربعين على كراسي المسؤولية بالمجالس المنتخبة بمراكش، بالرغم من تحريك مسطرة المتابعة القضائية في حقهم، كانت بدورها محط انتقادات المحتجين ومجاهرتهم بشعارات منتقدة لبطء مسطرة المحاكمات وعدم تفعيل مسطرة الإبعاد عن المراكز الحساسة،لحين أن يقول القضاء كلمته. البطء في تحريك ملفات الفساد التي تفجرت بمراكش وأصبح أبطالها والمتورطون فيها أشهر من نار على علم، كانت بدورها محط انتقاد الكلمة الختامية، مع التأكيد على التحركات المشبوهة لرموز الفساد بالمدينة،والتي ظلت تحرك خيوط التضييق والتهديد ضد كل من جاهر برفض استمرار بقائهم خارج دائرة المساءلة والمحاسبة، بل امتد بهم الأمر إلى التطاول على بعض القضاة النزهاء، والشروع في توظيف علاقاتهم العنكبوتية وتسخيرها في محاولة لإبعادهم عن منصات القضاء. بعدها أسدل الستار عن فصول المسيرة، وضرب الجميع موعدا للنهوض وإنجاح البرنامج الذي سطرته التنسيقية، لضمان استمرار مطلب محاكمة الفساد والمفسدين وقطع دابر الإفلات من العقاب، عبر شعار ومبدأ"ما ضاع حق،وراءه طالب" إسماعيل احريملة تصوير: عبد النبي الوراق