استنفار غير مسبوق للتحقيق في حقيقة خلية صومالية غادر أفرادها التراب المغربي مؤخرا انطلاقا من مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء في اتجاه العاصمة القاهرة حيث اعتقلوا للإشتباه بتخطيطهم لتنفيذ هجمات على مصالح غربية في مصر واسرائيل، وفق ما صرح به مصدر أمني مصري لوكالة فرانس برس. لم تنتظر المصالح الأمنية المغربية، حسب مصادر أمنية، أن تنتهي التحقيقيات ببلاد الفراعنة، بل بادرت الأجهزة المكلفة بمكافحة الإرهاب بجمع المعطيات عن الصوماليين الذين عبر بعضهم التراب المغربي وقد يكونوا أقاموا فيه لمدة، دون تحديدها ولا الدولة التي قدموا منها، ولا الكشف عن علاقتهم مع عناصر أو خلايا إرهابية بالمغرب. تلك أسئلة تصارع أجهزة الأمن المغربية بدورها الزمن للإجابة عنها، رغم أن أفراد الخلية اتخدوا كل الإحتياطات وتمكنوا من تضليل الأمن المغربي وتنقلهم بهويات مزيفة. ما يثير تخوفات المصالح الأمنية المغربية هو احتمال وجود علاقات بين أفراد الخلية المعتقلين وناشطين مغاربة، خاصة أنه تم منذ أشهر تفكيك خلية خططت لاغتيال بعض رموز الدولة و تنفيذ أعمال تخريبية لزرع الهلع في الدارالبيضاء، ويشتبه في على علاقة بحركة «الشباب المجاهدين» في الصومال يبلغ عدد أفرادها 24 شخصاً، ويتزعمهما فرنسي من أصل مغربي انطلاقاً من فرنسا. وتبين بعد التحريات الأمنية الأولية أن لهم ارتباط بشبكات واسعة متخصصة في إرسال متطوعين مغاربة إلى العراق وأفغانستان والصومال ومنطقة الساحل جنوب الصحراء، بل حاول 12 منهم التسلل إلى مناطق التوتر كمتطوعين محتملين، في حين أن ثمانية منهم استفادوا من خدمات الاستقطاب والتطوع إلى أفغانستان والعراق والصومال، واعتقل ثلاثة أعضاء عندما كانوا بصدد مغادرة البلاد في اتجاه الصومال، ذلك ما اعتبر مؤشراعلى وجود شبكات مختصة في الاستقطاب تنشط خارج المغرب وتحديداً في فرنسا والسويد. لم يتم كشف كل التفاصيل لحد الامن من طرف الأجهزة الأمنية المصرية، لكنها باشرت تحقيقات مطولة مع أفراد الخلية، كما صرح بذلك مسؤولون مصريون لوسائل الإعلام، والذين كشفوا أن أفراد الخلية اعتقلت في مطار القاهرة الدولي الشهر المنصرم الصومالي يوسف أحمد حسان حين كان قادما من التراب المغربي بعدما اشتبهت بأنه يسافر بجواز سفر مزور. كانت المفاجأة، حسب التحريات الأولية للأمن المصري، بالعثور لدى المواطن الصومالي على عشرات الوثائق المزورة في حوزته وخصوصا تاشيرات دخول وتذاكر سفر وشهادات ولادة، وتبين أيضا أنه لم يكن وحيدا، بل رافقه سبعة أفراد آخرين قدموا بدورهم انطلاقا من التراب المغربي. كان حدس المحققين المصريين في محله وتبين أن تخميناتهم لم تجانب الصواب، فأفراد الخلية خططوا لشن هجمات على مصالح غربية وخصوصا المصالح الأمريكية في البلاد، بل يؤكد المحققون المصريون، أن المشتبه بهم أرادوا الاتصال بمجموعات متطرفة في مصر قبل «دخول الاراضي الفلسطينية بهدف تنفيذ هجمات ضد اسرائيل»، ووفقاً لبيان صادر عن الإدارة العامة لشرطة ميناء القاهرة الدولى نشرته العديد من المصاد الإعلامية المصرية، فإن معلومات توافرت للجهاز الجديد، الذى بدأ ممارسة مهامه داخل المطار منذ 10 أيام، تفيد بأن أفراداً من تنظيمات وعصابات صومالية، سيصلون مصر خلال الفترة الحالية، لتنفيذ مخططات إرهابية، وأن هؤلاء يحملون جوازات سفر دبلوماسية، وجوازات خاصة بموظفين بالأمم المتحدة، مزورة. ويوضح البيان أنه تم التنسيق بين إدارتى الجوازات والبحث الجنائى بالإدارة العامة لشرطة ميناء القاهرة الدولى، لتوسيع حالة الاشتباه بالنسبة للركاب القادمين للبلاد من حاملي جوازات السفر الصومالية، وأسفرت تلك الجهود عن إلقاء القبض على راكب صومالى يدعى يوسف أحمد حسان، قادماً من الدارالبيضاء بالمملكة المغربية، يحمل جواز سفر دبلوماسياً، وبعرض الجواز على المعمل الجنائى بمطار القاهرة، تبين أنه مزور بصورة كلية. وأشار إلى أنه بتفتيش الراكب، وجد بحوزته 26 جواز سفر صومالياً مختلفة الأنواع، منها 5 جوازات دبلوماسية و10 جوازات خاصة بمهمات عمل وموظفين بالأمم المتحدة، و11 جوازاً عادياً بالإضافة إلى 12 شهادة ميلاد صومالية بأسماء مختلفة، و19 تأشيرة منفصلة لدولة كوبا، وأنه بالتحقيق معه أقر بملكيته للمضبوطات، وأنه يعمل لصالح إحدى العصابات الصومالية التى تعمل فى تزوير جوازات السفر.. وأكد مصدر أمنى بمطار القاهرة العثور بحوزة المتهم على 9 تذاكر سفر طيران على خطوط سير مختلفة وعلى شركات طيران متعددة، وهى طريقة يصعب من خلالها تتبع خط سير الراكب، موضحاً أن تنظيم القاعدة استخدم الطريقة نفسها فى تنفيذ عملية 11 سبتمبر 2001. ذلك مما يؤكد أن الأمن المصري قد يكون أحبط خططا كانت ستسيل دماء أبرياء