كثفت ولاية أمن الدارالبيضاء طيلة الأيام الأخيرة مراقبتها لأهم الطرق والمدارات الرئيسية للعاصمة الاقتصادية للمملكة، وتم نشر العديد من السدود والحواجز الأمنية في عدد من المحاور الطرقية، حيث شوهدت حواجز أمنية في مسالك طرقية لم تكن خلال الحملات الأمنية السابقة توضع فيها.. مصادر مطلعة ربطت الرفع من درجة التأهب الأمني داخل المدينة بتفكيك مصالح الأمن المكلفة بمكافحة الإرهاب خليةً إرهابية ذات ارتباط قوي بتنظيم القاعدة، يتحدر أغلبية عناصرها من مدينة الدارالبيضاء، كما لا تستبعد هذه العناصر أن يكون من بين أهداف هذه الحواجز والسدود الأمنية التضييق على العناصر الفارة من هذه المجموعة والتي يواصل المكتب الوطني لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، التابع للفرقة الوطنية، البحث عن أربعة منهم بناء على إفادات من زعيم هذه الخلية الذي ألقي عليه القبض مؤخرا في الديار الفرنسية. وبالموازاة مع عملية تشديد المراقبة عبر المجاورة الطرقية وضبط حركة الجولان، شنت مصالح الأمن في ليساسفة، التابعة للمنطقة الأمنية الحي الحسني عين الشق، حملة غير مسبوقة على نوادي الأنترنت في المنطقة، من أجل ضبط رواد هذه المقاهي وتحديد هوياتهم وميولاتهم الإيديولويجة.. وتشير المصادر ذاتها إلى أن مصالح الأمن صارت تتخوف من تكرار حادث انفجار نادي الأنترنت في حي سيدي مومن سنة 2007، عندما أقدم الانتحاري الرايضي على تفجير نفسه داخل نادٍ للأنترنت، حيث كان بصدد إجراء اتصالات مع أعضاء تلك الخلية. وحسب المعطيات التي حصل عليها المحققون في ملفات الإرهاب، فإن غالبية المغاربة الذين تم استقطابهم من قِبَل تنظيم القاعدة وتهييئهم للسفر إلى العراق وأفغانستان والصومال والساحل الإفريقي، قد تم تجنيدهم بعد ترددهم على المواقع الإلكترونية التابعة لتنظيم القاعدة. يذكر أن المكتب الوطني لمكافحة الإرهاب، التابع للفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أماط اللثام، مؤخرا، عن عناصر خلية يتحدر غالبية عناصرها من الدارالبيضاء، وقد جاء تفكيكها بناء على معلومات تم استقاؤها من قبل مصالح الاستخبارات الأمريكية حول تردد مغاربة على دول الساحل الإفريقي، فزعيم هذه الخلية تم رصده من قِبل المخابرات الأمريكية حيث كان دائم التردد على كينيا، إذ تم توقيفه عند محاولته قبل شهرين السفر إلى هذا البلد رفقة عنصرين آخرين من هذه الخلية، علما بأن محور كينيا وتنزانيا يعد أهم قلاع تنظيم القاعدة ومن بين أهم الأهداف الاستراتجية التي كان يركز عليها هذا التنظيم الذي أسسه الملياردير السعودي أسامة بن لادن. كما أن هذين البلدين كانا أولى الجبهات التي فتحتها القاعدة ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية قبل أحداث 11 شتنبر 2011. ومنذ تلك الهجمات التي استهدفت سفارتي الولاياتالمتحدة في هذين البلدين، ركزت مصالح الاستخبارات الأمريكية ترصدها للعناصر الجهادية التي تفد على هذا البلد. وقد تم رصد زعيم الخلية الذي يتخذ من تجارته في الملابس الجاهزة المستوردة مطية لتنقلاته، من قِبل مصالح الاستخبارات الأمريكية التي راسلت نظيرتها المغربية من أجل التحقيق معه ومعرفة حقيقة تردده على هذا البلد. وبعد تعميق البحث معه، سيدلي هذا الأخير، رفقة العناصر التي كانت ترافقه في هذه السفريات، بعدد من الأسماء من بينهم أربعة سجناء سابقين كانوا قد أُدينوا من أجل تورطهم في قضايا إرهابية، ويتحدر غالبية الموقوفين في هذه القضية من حي الألفة والبرنوصي والسالمية والحي المحمدي ودوار السي احمد وحي الأسرة.