أحالت مصالح أمن سلا بداية الأسبوع الجاري، منحرفا خطيرا في عقده الثالث الملقب ب"سحت الليل" على أنظار الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالرباط، بعد أن رصدته كاميرات المراقبة وهو بصدد تنفيذ العديد من السرقات بالكسر، أو من خلال تسلق الجدران، من بينها مصحة، وقاعة رياضية، ومدرسة خاصة للإعلاميات بحي تابريكت في ملكية برلماني بمدينة سلا. فبعد تواتر العديد من شكايات الضحايا على الدائرة الثانية للأمن بسلا، انتقلت المصالح المعنية إلى مسرح ارتكاب جرائم السرقات المتعددة بعين المكان، حيث عاينت آثار الكسر على أبواب ونوافذ بعض المؤسسات، في الوقت الذي استهدف محلات أخرى من خلال تسلق جدرانها، قبل أن يلاحظ عناصر الأمن وجود كاميرات المراقبة مثبتة في مدخل المصحة، ومدرسة للإعلاميات الخاصة، وبعد أن طالبوا بمشاهدة تسجيلاتها عاينوا عليها أحد المنحرفين من ذوي السوابق القضائية في مجال السرقات، وهو يدخل إحدى المؤسسات سالفة الذكر من أجل تنفيذ عملياته . انكشاف أمر الملقب ب "سحت الليل" الذي لا يظهر إلا في وقت متأخر من الليل، من قبل كاميرات المراقبة، جعل مصالح أمن سلا تكثف من أبحاثها، وحملاتها في كل الأماكن التي يرتادها، والتي أسفرت في نهاية المطاف عن اعتقاله من طرف عناصر أمن الدائرة الثانية، ومن ثم جرى اقتياده إلى مقر الدائرة المعنية من أجل الاستماع إليه، قبل أن يجرى تسليمه إلى الشرطة القضائية من أجل تعميق البحث معه. الظنين الذي روع حي تابريكت بسلا، حاول في بداية التحقيق معه إنكار التهم الموجهة إليه، لكن من دون جدوى، بعد أن تمت مواجهته بحجج دامغة تؤكد تورطه وهو يظهر على صورة كاميرات الرصد ينفذ أعماله الإجرامية، لحظتها لم يجد بدا من البوح بكل الحقائق، كونه هو الفاعل الرئيسي بعد أن عمل على تكسير الباب الخارجي بآلة حادة في منتصف الليل، واقتحم المؤسسات المذكورة، بحيث تمكن من السطو على جهازي تلفاز من نوع "بلازما" من داخل المصحة، والقاعة الرياضية، ومبلغ مالي قدره 8آلاف درهم، إضافة إلى شيكين من داخل مدرسة الإعلاميات التابعة لبرلماني من سلا. مصالح أمن سلا، تمكنت من الوصول إلى بائع الأواني المنزلية المستعملة، الذي اقتنى المسروقات من المتهم، بعد أن كشف المتهم الرئيسي عن هويته وعن مكان وجود محله التجاري، وبعد الاستماع إليه، اعترف بكل تلقائية انه اعتاد التعامل مع الظنين، الذي يتردد عليه باستمرار لكي يبيع له كل الأشياء النفيسة المتحصل عليها من عملياته الإجرامية في مجال السرقة الموصوفة، قبل أن تتمكن مصالح الأمن من استرجاع المسروقات من هذا الأخير، وتتم إحالتهما على النيابة العامة لاستئنافية الرباط، من أجل النظر في التهم الموجة إليهما المتمثلة في السرقة الموصوفة، السرقات بالكسر والتسلق باستعمال آلة حادة، المشاركة، وشراء المسروق، هذه الأخيرة التي أمرت إيداعهما السجن المركزي بسلا على ذمة التحقيق.