أحالت عناصر الضابطة القضائية التابعة للأمن الولائي بسطات على أنظارالوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف، 3 متهمين من أجل تكوين عصابة إجرامية متخصصة في السرقة الموصوفة مع حالة العود وتقديم المساعدة لعصابة إجرامية بإخفاء أشياء متحصل عليها من جناية والتهديد بالقتل وإلحاق خسائر مادية بملك الغير والسب والشتم، ومتابعتهم طبقا للقانون. وقد أوقف الظنينان بناء على مجموعة من الشكايات كان آخرها شكاية الشقيقين محمد وعبد اللطيف، والتي يستفاد منها أن الأخير حل ضيفا على شقيقه محمد بسطات من أجل زيارته ليفاجآ معا بتعرض المنزل للسرقة، حيث اختفت ثلاثة حواسيب وخمسة هواتف نقالة وجهاز استقبال رقمي ومشحنات خاصة بحواسيب محمولة، ويستفاد من تصريحات الضحايا أنهما كانا يغطان في نوم عميق، حين استفاق أمين ابن الضحية عبد اللطيف على وقع حركة غير عادية بالمنزل ليفاجأ بشخصين يتجولان ببهو المنزل ويحملان مجموعة من المسروقات، وحين هم من مكانه تلقى تهديدا بتصفيته جسديا من طرف الجانيين اللذان لم يتمكن من أخذ ملامحهما قبل أن يطلقا ساقيهما للريح نحو وجهة مجهولة وقد حددت القيمة الإجمالية للمسروقات في 34500 درهم. وصبيحة نفس اليوم وإثر عملية التنسيق وتبادل المعلومات مع مصالح الأمن بمختلف مدن المملكة تم إيقاف أحد الجانيين وهو بصدد محاولة تصريف بعض المسروقات التي ضبطت بحوزته، وهي عبارة عن أربعة هواتف نقالة وجهاز كاميرا وساعة يدوية ذات مواصفات مطابقة تماما للمسروقات المدلى بها في تصريحات الضحايا، ليتبين أن الشخص الموقوف من ذوي السوابق في ميدان السرقات الموصوفة واعترف بكونه هو من كان وراء السرقة الموصوفة المقرونة بالتهديد رفقة شريكه المدعو عبد الفتاح الملقب ب ( اكسيكسو) وهو أيضا من ذوي السوابق أيضا في ميدان السرقات، إذ تم إلقاء القبض عليه بمنزل والديه، حيث باشرت الضابطة تفتيشا دقيقا بمنزلي المعنيين بالأمر بحثا عن باقي المسروقات لكن بدون جدوى سوى مبلغ مالي قدره 460 درهما ضبط بحوزة المسمى عبد الفتاح. وبناء على البحث الأولي الذي خضع له الظنينان، تم التوصل إلى أن المعنيين بالأمر توجها معا مباشرة بعد ارتكابهما لفعلتهما تحت جنح الظلام إلى مدينة البيضاء تحذوهما الرغبة في تصريف المسروقات، غير أنهما حين وصلا سوق القريعة صادف وجودهما دورية أمنية ألقت القبض على المسمى عبد الهادي فيما توارى شريكه عبد الفتاح عن الأنظار ليتوجه إلى سوق درب غلف، حيث قام ببيع الحواسيب الثلاثة وجهاز الاستقبال بثمن بخس حصره في 450 درهما. واعترف عبد الهادي بالمنسوب إليه ضمن محضر استماعه الذي استهله بنبذة عن حالته الاجتماعية والمادية المزريتين بأنه ورغبة منه في الحصول على المال فقد ولج عالم الجريمة (السرقة) التي قضى من أجلها عقوبة حبسية مدتها سنة، حيث ومباشرة بعد الإفراج عنه وجد نفسه مرميا بين مخالب الفقر فلم يجد بدا من العودة إلى نشاطه الإجرامي سالف الذكر، فقرر وباتفاق مع صديقه عبد الفتاح تكوين عصابة إجرامية متخصصة في سرقة المنازل التي يكون أصحابها في حالة سفر مستعينين في ذلك بأسلحة بيضاء ومفاتيح مزورة، حيث اقتسما الأدوار فيما بينهما بين المراقبة والتنفيذ، ثم الولوج إلى المنازل والاستيلاء على كل شيء ذي قيمة يمكن حمله، ثم بعد ذلك تصريف المسروقات بأسواق مختلفة بالبيضاء ولأشخاص عابرين لتفادي اكتشاف أمرهما، حيث سرد مجموع العمليات التي نفذاها وعددها أربع، آخرها كان في ثالث أيام عيد الفطر المبارك استهدفت منزلا مجاورا لمقر إقامتهما، دخلا إليه ليلا عن طريق التسلق واستوليا منه على هواتف نقالة وحواسيب وكاميرا رقمية، وقد فطن إليهما أحد قاطني المنزل إلا أنهما صداه بعد أن هدداه بتصفيته بواسطة أسلحة بيضاء كانا يحملانها، الشيء الذي جعله يتسمر في مكانه دون أن ينطق بكلمة، وأطلقا ساقيهما للريح، ثم سافرا في صبيحة نفس اليوم إلى البيضاء واقتسما المسروقات حيث تكلف عبد الهادي بتصريف الهواتف وعبد الفتاح بتصريف الحواسيب وكانا متفرقين، حيث ضبط المسمى عبد الهادي في حالة تلبس بالحيازة للمسروقات من طرف عناصر أمن البيضاء، في حين فطن شريكه لذلك وفر متحوزا للحواسيب. وأضاف عبد الفتاح أن المسروقات التي كان قد كلف بتصريفها أي الحواسيب فإنه مباشرة بعد إيقاف شريكه توجه إلى سوق درب غلف ثم قام بتصريفها للمسمى مصطفى بثمن 450 درهماً وهو الذي تم حجزه معه ساعة إيقافه. وتعميقا للبحث فقد استمعت الضابطة لمصطفى مشتري بعض المسروقات وهي عبارة عن حواسيب نقالة ومشحناتها وغيرها بثمن 450 درهماً، وهو ثمن يقل بكثير عن ثمنها الحقيقي في السوق دون أن يكلف نفسه عناء استفسار البائع عن مصدر تلك الأشياء وعن هويته وطبيعة عمله طمعا منه في أن الصفقة التي عقدها ستدر عليه ربحا مهما وذلك بعد أن أوهمه أن الحواسيب غير صالحة.