وجد الجزار نفسه مضرجا وسط دمائه داخل بيته بحي الوفاق الكبير بأكادير، بعدما صار أضحية بين يدي عصابة " امجينينة" الملثمة، فقد هاجمته وفعلت به مثل ما يفعله هو بالأضاحي والأكباش من أجل تدبر المعاش. المقنعان فاجآه في إحدى ليالي شتنبر عندما كان يهم بدخول بيته، وسلباه 58 مليونا مودعة بدولاب خشبي ببيته، ثم فرا دون أن يعرف من يكونا. وقد بذلت الشرطة القضائية بولاية أمن أكادير مجهودات كبيرة من أجل كشف هوية المقنعين واعتقالهما، فأحيلا أول أمس على أول جلسة بغرفة الجنايات بأكادير. الواقعة تبتدئ عندما كان الجزار يهم بدخول بيته، وفاجأه امجينينة بضربة سكين من الخلف، ثم استولى رفقة صديقه على مفاتيح بيته، وأرغماه على الدخول للمنزل، وأن يدلهما على مكان إيداع الأموال، وتحت التهديد بالسلاح الأبيض أرشدهما إلى الدولاب الذي يودع فيه الأموال العائدة من ممارسة مهنة الجزارة وأكرية ومحلات تجارية أخرى، وقد اعتاد الجزار أن يقوم بإيداعها بحسابه البنكي مجتمعة على رأس كل أسبوع. مجموع ما تم السطو عليه وصل 58 مليون سنتيم، إلى جانب هاتفين نقالين والمفتاح المشغل لسيارة الضحية، وقد حاولا أن ينقلاه داخل الصندوق الخلفي لسيارته وعندما فشلا في تشغيلها تركاه بمرآب بيته وانصرفا إلى حال سبيلهما. بعدما استوليا على مشغل السيارة لكي لا يستعمله ويلاحقهما. الجزار اضطر ليتنقل عبر سيارة أجرة من أجل التوجه إلى المستشفى وتقطيب جروحه. من يكون المقنعان؟ سؤال حاولت الشرطة فك لغزه، فقامت ببحث طويل بين ذوي السوابق القاطنين بحي الوفاق لتكتشف أن واحدا منهم ظهر عليه "أثر النعمة"، فاشترى سيارة من نوع " كولف" ب 12 مليون سنتيم. التحريات الأولية كشفت أن امجينينة ورفيقه داوما على التردد على محل جزارة الضحية، حتى جمعا معلومات ضافية عنه، ومختلف المداخيل التي يحصل عليها من محلاته التجارية والعقارية، ومكان تجميع أمواله، واليوم الذي يتوجه فيه إلى البنك لوضعها في حسابه، كما كشفت التحريات أنهما قريبان من الضحية، واختارا الليلة المناسبة فنفذا الهجوم بنجاح عندما كان وحيدا في المنزل الكائن بحي الوفاق. وبناء على ذلك جرى اعتقال، صاحب" الكونكو". حاول الإنكار، ولم يتمكن من الإجابة عن سؤال الشرطي، من اين لك هذا؟ أو تفسير مصدر الأموال التي اقتنى بها السيارة، وبعد تفتيش بيته عثر بداخله على سكين الجزار وهاتفيه، ومفتاح تشغيل سيارته، و مبلغ 14 مليون سنتيم، و 5 آلاف درهم كل ما تبقى من نصيبه في هذه الغزوة. فلم يجد المتهم بدا من الاعتراف بما اقترفه رفقة صديقه " امجينينة". البحث عن "امجينينة" كشف أنه غادر أكادير رفقة زوجته وابنه الوحيد نحو أصهاره بمنطقة السويهلة بمراكش، حيث قرر العيش، وبتنسيق مع الدرك الملكي بعين المكان، تمت محاصرته ببيت أصهاره، وعند تفتيش أغراضه، تبين أنه اقتنى من نصيبه من السرقة دراجة ثلاثية العجلات لنقل البضائع " "تريبورتور"، كما جدد كل أفرشة وأثاث بيت أصهاره، إلى جانب اقتناء بعض الأجهزة الإلكترونية، وعثر بحوزته، على مبلغ مالي قيمته 12 مليون سنتيم. " امجينينة " 34 سنة، من ذوي السوابق القضائية، اتهم بمحاولة القتل سنة 2007، قضى ما مجموعه 12 سنة من السجن، وقد نفذ هذه السرقة، التي نال منها حصة 29 مليون سنتيم فقرر أن يغادر أكادير ليستقر لدى اصهاره بضواحي مراكش، فجدد أثاث البيت وتجهيزاته، وبينما كان يستعد ليشتغل حمالا بالدراجة الثلاثية العجلات، وجد الشرطة القضائية بأكادير بمساعدة الدرك الملكي بالسويهلة تقتفي أثره فاعتقلته. إدريس النجار