يباشر قاضي التحقيق بالمحكمة العسكرية الأسبوع القادم التحقيق مع عناصر عسكرية عاملة بالنقطة الحدودية للداخلة، والذي جرى اعتقالهم نهاية الأسبوع الماضي، بناء على اتهامهم بالتورط في عمليات تهريب بالمنطقة. وذكرت مصادر مطلعة أن الجنود المعتقلين الذين أودعوا السجن المدني بسلا، يبلغ عددهم 17 عنصرا يتوزعون بين 7 عناصر تابعة للمخزن الحربي، و10 عناصر من جهاز القوات المسلحة الملكية، مكلفين بمراقبة الحدود الجنوبية مع موريطانيا، حيث توبعوا بتهم تتعلق بتكوين عصابة إجرامية وتسهيل الهجرة السرية وتهريب المواد الممنوعة عبر الحدود المغربية. كما أحالت مديرية العدل العسكري في وقت لاحق 8 عناصر جدد من فيلق مراقبة الحدود بالداخلة، على السجن المحلي بسلا، لينضموا للمعتقلين ال17 الذين جري اعتقالهم سابقا، وذلك تكميلا للبحث الذي أنجزته فرقة الدرك الحربي، بخصوص شبكة التهريب عبر الحدود. وأوضحت المصادر ذاتها أن العناصر المودعة بسجن سلا، جرى اعتقالها في أعقاب اعتقال مهرب موريطاني بالحدود المغربية، والذي كشف التحقيق معه الحصول على معلومات قادت إلى اعتقال العناصر المذكورة، حيث ذكرت مصادر مطلعة أن المهرب المعتقل قدم معلومات مفصلة عن الكيفية التي كان يتم بها تهريب السلع والممنوعات والبشر عبر الحدود. كما ربطت المصادر ذاتها اعتقال عناصر القوات المساعدة والقوات المسلحة الملكية، المودعين بسجن سلا، بالتحقيقات التي سبق أن بوشرت بالتنسيق بين أجهزة أمنية مغربية وأخرى إسبانية، وذلك في أعقاب اعتقال عناصر من الدرك الملكي مؤخرا بشخصين متهمين بتسهيل تهريب المخدرات في اتجاه جزر الكناري، حيث تم نقلهما إلى مدينة اكادير للتحقيق معهما على خلفية حجز أطنان من المخدرات بجزيرة «لاس بالماس». وسجلت في أعقاب هذه العمليات تحركات أمنية لعناصر من الدرك الملكي و كذا لأمنيين إسبان، باشروا تحقيقات بخصوص عمليات تهريب كبرى للمخدرات عرفتها المنطقة مؤخرا، من طرف مروجي مخدرات استغلوا شساعة مساحة المنطقة، رغم تواجد العديد من نقط المراقبة التي تقوم بها دوريات من القوات المساعدة والقوات المسلحة الملكية. واستنادا للمصادر ذاتها، فإن المنطقة التي تخضع لمراقبة الفرقة التي اعتقل بعض عناصرها، عرفت في الفترة الأخيرة تزايدا في عمليات تهريب للمخدرات والأسلحة، إلى جانب تسجيل ارتفاع في عمليات تهريب البشر، حيث قادت التحقيقات التي بوشرت في هذه العمليات لاعتقال العناصر المذكورة، وإحالتها على مديرية العدل العسكري، التي أحالتهم بدورها على المحكمة العسكرية في حالة اعتقال، للاشتباه في تورطهم بعمليات التهريب التي عرفتها المنطقة، والتي كان آخرها فرار سائق شاحنة كانت محملة بالأغذية، حيث ضبط بداخلها مخدرات وعملة صعبة. وتعد منطقة الجنوب نقطة حساسة خاصة وأن تنظيم القاعدة يسعى إلى اختراق المنطقة، وهذا ماجعل منها منطقة تحظى بالاهتمام والمتابعة، كما أن اجتماعات أمنية عقدت بها مؤخرا، من أجل تفعيل دور المراقبة بالمنطقة، إلي جانب الزيارة التي قام بها وفد برلماني، والتي هدفت إلى الوقوف عن كثب على عمل الجنود ومختلف القوات المرابطة بالحدود، والدور الكبير الذي يقومون به لحماية المنطقة والذود عنها.