تمكنت عناصر فرقة محاربة المخدرات بولاية أمن مراكش،من نزع فتيل شبكة بولونية ومغربية، اختص أفرادها في مجال التهريب الدولي للمخدرات،عبر تأجير البطون الآدمية وحشوها بالمواد المهربة، تفاديا لأجهزة المراقبة بالمطارات المغربية. نجحت عناصر الشبكة في القيام بأزيد من 10 عمليات تهريب، اتجاه الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط، وكانت العمليات تتم عبر رحلات جوية تنطلق من مطار محمد الخامس اتجاه بعض الديار الأوربية كإسبانيا،فرنسا وإنجلترا. التزود بالكميات المهربة من مخدر الشيرا، كان يتم تأمينها عبر وسيط مغربي ينحدر من منطقة الريف، حيث تنتشر مزارع "العشبة"، ضمانا للجودة وتخفيض ثمن الكلفة، ما شجع على تكرار العمليات لتزويد السوق الأوروبية ومستهلكيها بهذه المادة. بداية نهاية النشاط المذكور، كان حين قرر أفراد الشبكة تغيير مسارات التهريب المعتمدة،اعتمادا على المأثور الشعبي" تغيار المنازل راحة"، وبالتالي التفكير بالتوجه بالحمولة صوب مطار المنارة بمدينة سبعة رجال. بتاريخ 18 غشت المنصرم، توجه أحد أفراد الشبكة الحامل للجنسية البولونية،صوب فضاء المطار المذكور،محملا بطنه وأمعاءه بكمية تقدر بكيلو و200 غرام من مخدر الشيرا، تمت تعبئتها في شكل كبسولات،فيما أوراق السفر تؤكد حجزه لمكان بالرحلة المتوجهة صوب عاصمة الضباب( لندن). ولأن مراكش" سقفو قصير" فإن المعني لم يكتب له أن يمتطي صهوة الرحلة، حين ترصدته عيون أمن المطار،وقامت بتوقيفه مع إحالته على أسرة مستشفى ابن طفيل، قصد إخضاعه لعملية غسل معدة،واستخراج كل ما تضمنته من مواد مهربة، قبل إخضاعه لتحقيق لدى فرقة محاربة المخدرات لمعرفة" علاش،وكيفاش؟". التصريحاته الأولية للمتهم تضمنت حقائق مثيرة، حين تأكيده بأنه مجرد ناقل للكمية ، استأجره بعض الأشخاص مقابل أجر متفق عليه سلفا، لتسخير معدته وأمعائه وحشوها بكل الكمية المذكورة، لتهريبها اتجاه العاصمة البريطانية، حيث سينتظره بعض الأشخاص لتسلم "البضاعة ". اعتراف فتح شهية المحققين لمعرفة المزيد من التفاصيل، وبالتالي الرفع من منسوب الضغط النفسي الذي أثمر اعتراف المعني بأنه يعمل ضمن شبكة، تتكون من بعض مواطنيه حدد عددهم في ثلاثة بالإضافة إلى مغربي. تم التأكيد كذلك بأن الأشخاص المذكورين، يقتصر دورهم في عمليات التهريب بتأجير بطونهم، مقابل أثمنة متفق عليها سلفا، حددها في 1300 و2000 أورو للحمولة الواحدة أي ما يعادل 13 و20 ألف درهم بالعمولة المغربية، حيث نجح الأفراد المذكورين في القيام بمجموعة من العمليات الناجحة بلغت في مجملها أزيد من 10 عمليات تهريب بالطريقة المومأ إليها. أميط اللثام عن أسماء وهويات المتورطين، وبالتالي تسييجهم بمذكرات بحث وطنية، مع إغلاق الحدود الوطنية في وجوههم،تفاديا لفرارهم بعيدا عن يد العدالة المغربية، مع فتح نوافذ التحقيق اتجاه عناصر الشبكة الدولية،التي تقف خلف تسخير المتورطين لتأجير بطونهم والقيام بدور" الحمالة"، في عمليات التهريب الدولية لمخدر الشيرا، خصوصا بعد أن تأكد للمحققين بأن البولونيين المحددة هويتهم، مجرد عناصر ناقلة،وأن الرؤوس الكبيرة تحرك خيوط العمليات من داخل معاقلها بالقارة العجوز في إطار مبدأ" اخدم التاعس ،للناعس". إسماعيل احريملة