تحول مطار مراكش المنارة الدولي، خلال الشهور الأخيرة، إلى معبر رئيسي لمهربي المخدرات على الصعيد الدولي.إذ أصبح يعتبر إحدى أهم المحطات الأساسية، التي اختارها عدد من الأشخاص العاملين لدى مافيات التهريب الدولي للمخدرات، لتهريب كميات مختلفة إلى عدد من الدول الأوروبية والأميركية، معتمدين حيلا مختلفة للإفلات من الإجراءات المشددة للسلطات الأمنية والجمركية التابعة للمطار. ونشطت شبكات التهريب الدولي للمخدرات، في الآونة الأخيرة، بشكل كبير بالمطار المذكور، بواسطة مهربين من جنسيات مختلفة، إضافة إلى مهاجرين مغاربة، يعتمدون أساليب جديدة لتجنب سقوطهم في اختبار السكانير، بإخفاء المخدرات داخل أجسامهم وأمتعتهم، وابتكار حيل تحير عناصر المراقبة الأمنية والجمارك. وسبق لشرطة الحدود بمطار مراكش أن أحبطت محاولات متكررة من قبل أجانب ومهاجرين مغاربة، وتبين، من خلال التحقيقات الأولية، من طرف عناصر فرقة محاربة المخدرات بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية لولاية أمن مراكش، أن وراء المهربين شبكات دولية، تعمل على تنظيم عمليات التهريب من مطار مراكش، الذي يعرف توافد السياح الأجانب من مختلف الجنسيات، مسخرين أشخاصا يجري انتقاؤهم، واستغلال وضعيتهم الاجتماعية. وأحيلت على الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية بمراكش، مجموعة من الملفات، متعلقة بمحاولة تهريب المخدرات إلى أوروبا عبر المطار، وصدرت في حق المتورطين، سواء المهاجرين المغاربة أو الأجانب،من جنسيات مختلفة، أحكام متفاوتة، تراوحت بين 8 سنوات وثلاث سنوات سجنا نافذا. وقادت عمليات التفتيش الدقيق، من طرف عناصر شرطة الحدود والجمارك، إلى حجز كميات مختلفة من المخدرات، كان آخرها حجز 9 كلغ من مخدر الشيرا، بعد إيقاف تونسي يحمل الجنسية الفرنسية، أثناء استعداده لمغادرة المغرب في اتجاه مدينة مرسيليا الفرنسية، إذ كان يعتزم تهريب تلك الكمية، بعد توزيعها وإخفائها في ثلاث حقائب، تتضمن مستلزماته الخاصة وملابسه. ورغم أن العديد من عناصر الأمن والجمارك بمطار مراكش في حالة استعداد دائم لقطع الطريق أمام مافيات التهريب، لا يمكن ضمان عدم نجاح الأشخاص، الذين يجري اختيارهم لتهريب المخدرات ونقلها إلى أوروبا، في الإفلات، في بعض الأحيان. وكان اعتقال رومانية بمطار مراكش المنارة، نهاية يونيو الماضي، بعد ضبطها متلبسة بمحاولة تهريب حوالي 7 كلغ من مخدر الشيرا إلى انجلترا، عبر إسبانيا، ساعد المصالح الأمنية على تفكيك شبكة دولية مختصة في ترويج المخدرات على الصعيد الدولي، انطلاقا من لندن. ووصل عدد أفراد الشبكة، الذين اعتقلوا في هذه القضية، ثلاثة أفراد، يحملون الجنسيات المغربية والبريطانية والرومانية، نجحوا في تهريب كميات مختلفة من مخدر الشيرا عبر مطار مراكش، بعد دسها في"البلغة"، وظل البحث جاريا في حق باقي أفراد الشبكة، بتنسيق مع المكتب الوطني للشرطة الدولية (الأنتربول) لوضع حد لنشاطها.