لا زالت الحرب المفتوحة على مافيات تهريب المخدّرات والبشر تجاه السواحل الإسبانية مستمرّة بالناظور، إذ كشفت مصادر أمنية جدّ مطلعة بأنّ العمليات المفعّلة خلال بداية هذا الأسبوع قد أفضت إلى حجز كمية مهمّة من مخدّر الشيرا وكذا توقيف مهاجرين سرّيين كانوا بصدد محاولة عبور البحر الأبيض المتوسط على متن زورق سريع في رحلة أشرف عليها مختصون . أولى العمليات الناجحة لهذا الأسبوع كانت بعض المياه الإقليمية المغربية المحاذية للنفوذ الترابي لجماعة بني شيكر القروية، إذ تدخل فريق من الدرك البحري لتوقيف زورق نفاث “غُوفاست” رُصد انطلاقه من إحدى الجماعة الساحلية لإقليم الدريوش المنشأ حديثا، حيث كان الدركيون يضنّون بأنّ الأمر مرتبط بمهرّبي مخدّرات قبل أن يقفوا على كون المركب محشوا ب 36 من المهاجرين السريين المنحدرين من دول جنوب الصحراء من بينهم امرأتان اثنتان. وعمد الدركيون المعترضون لمسار “الغُوفَاسْتْ” في اعتقال المهاجرين السريين ال36 زيادة على سائق المركب الذي لم يُبد أية مقاومة بعدما أشهرت في وجهه الأسلحة النارية بنيّة التهديد، في حين لُجأ إلى جرّ المركبة البحرية الموقوفة بعرض مياه “تْشَارَانَا”، ضمن أولى دقائق يوم أوّل أمس الأربعاء،صوب المحجز البحري الذي يشرف عليه جهاز الدّرك الملكي بميناء مدينة بني انصار. وقالت التحقيقات المفعّلة من قبل عناصر الضابطة القضائية للقيادة الجهوية للدرك الملكي بالنّاظور على أنّ المهاجرين السريين ال 36 ينحدرون من 14 بلدا من بلدان جنوب الصحراء الكبرى والقرن الإفريقي، وأنّهم دفعوا المقابل المالي للرحلة المحظورة سلفا لأفراد مختصين في التهجير السرّي صوب أوروبا بعدما علموا بفلاح ذات المختصين في إنجاز رحلات ناجحة بتأكيد حملته مكالمات هاتفية لمهاجرين آخرين تمكنوا من الوصول للسواحل الجنوبية الإسبانية بنفس الطريقة. أمّا ثاني العمليات الأمنية النّاجحة فقد بصمت عليها عناصر تابعة للشرطة القضائية من المنطقة الإقليمية لأمن النّاظور، إذ أُفلحت وشايات متوصل بها، وعمليات رصد ومراقبة، في تحديد موقع بناية متخصصة في تخزين مخدّر الشيرا المعدّة للتهريب الدولي.. ما حذا بالعناصر الأمنية المذكورة إلى استصدار أمر بالاقتحام عن النيابة العامّة لاستئنافية النّاظور والتخطيط لعملية مداهمة أفضت لحجز رزم عديدة من مخدّر الشيرا. ورغم غياب الأسماء عن لائحة الاعتقالات التي كان بالإمكان ملؤها ضمن هذه العملية، إلاّ أنّ مصدرا أمنيا كشف، مع إبداء الرغبة في عدم ذكر اسمه، بأنّ مثل هذه العمليات لا يمكن أن توصف إلاّ بالنجاح لكونها تضييقا حقيقيا على الأنشطة المحظورة التي تحاول بعض مافيات المخدّرات الاستمرار فيها رغما عن جو اليقظة التّامة الذي يسيطر على الأداء الأمني بالمنطقة، قبل أن يزيد: “لم يتمّ بعد وزن الكمية المحجوزة من مخدّر الشيرا بحي عَارّيضْ.. إلاّ أنّ التقييم الأوّلي لها يضعنا أمام عملية حجز طالت زهاء 3 قناطر من المخدّر المذكور“.