رغم تضييق الخناق على مهربي مخدر الشيرا والإتجار بها دوليا من طرف مصالح الأمن والدرك الملكي وإحباط عدد من محاولاتهم، فإنهم لا يكلون ولا يستسلمون، ويحاولون المرة تلو الأخرى حتى لو ضاعت بضاعة بقيمة الملايين وتسجل في بعض النقط المعروفة بعمليات تهريب المخدرات توالي المحاولات بشكل مسترسل، إذ أنه رغم إعلان إحباط عملية تهريب كمية معينة، فإن ذلك لا يثني المهربين عن المحاولة في الأيام التي تليها رغم أنهم يعرفون أن في ذلك مجازفة، بيد أنهم يعتبرون أن المخاطرة هي من صميم الاتجار في هذه المواد السامة. وفي ذات السياق تمكنت في حدود الساعة الثامنة من مساء يوم أمس الإثنين 21 مايو الجاري، عناصر البحرية الملكية من مباغتة خمسة زوارق مطاطية بالمياه الإقليمية المغربية بالبحر الأبيض المتوسط ، لتباشر الإتصال بعناصر الدرك الملكي قصد تسليمها العملية ليتم ضبط أحد الزوارق المطاطية من نوع "غوفاست " 20 متر ذات ست محركات قبيل السواحل الشاطئية للمحطة البحرية السعيدية والتابعة للنفوذ الترابي لبلدية رأس الماء بقيادة رئيس سرية الناظور، وبإيعاز فرقة التدخل السريع والمركز القضائي التابع لنفس الجهاز وقد أكدت مصادر أمنية أن القارب الموقوف كان على متنه ثلاثة اطنان ونصف الطن من مخدر الشيرا وأزيد من سبعة أطنان من البنزين الممتاز ، وتعود أسباب إيقافه إلى خلل بثلاثة محركاته الستة والتي كان عدد من الأشخاص في طور تركيبها قبل مداهمتهم من طرف عناصر البحرية الملكية ، فلاذوا بالفرار على متن أربع زوارق مطاطية أخرى كانت جنب الزورق المضبوط ، وكانت تستخدم حسب ذات المصادر كناقلات لمخدر الشيرا الذي كان مخبأ بنواحي أركمان ،وذلك على مراحل للزورق المركون بوسط البحر الأبيض المتوسط والذي تم إيقافه اليوم ، كما أن حجم الزورق المذكور لا يأهله للرسو بجانب المياه الشاطئية للبحر الأبيض المتوسط ، وتأكد المصادر أن الكمية المضبوطة على متن القارب كانت مرشحة للإرتفاع لتصل إلى ستة أطنان وهي الكمية المراقبة منذ مدة والمتواجدة بجماعة أركمان على ما ينيف من شهر قد مضى ، قصد شحنها بالزورق المطاطي والإبحار بها إلى الوجهة الأخرى في إطار عمليات التهريب المعهودة وقد نقل الزورق المطاطي إلى المحطة البحرية التابعة للدرك البحري ببني أنصار فيما تم تسليم كميات المخدرات المحجوزة والبنزين لعناصر الجمارك ، وذلك بمعية قائد سرية الدرك الملكي ،كما تم فتح تحقيق على خلفيات الحادث قصد معرفة وكشف المسؤولين عن العملية وطرق تدبيرها وكذا البحث عن الزوارق الأربع الفارة من مكان المداهمة ، إذ لولا العطب التقني الذي أصاب القارب المضبوط لما لحقته الفرق الأمنية ، كونه ذات ست محركات كل واحد منها بقوة 250 حصان تأكد ذات المصادر