سجل ميناء الدار البيضاء، الذي يعد ثاني جبهة رئيسية لمعركة مكافحة الاتجار الدولي في المخدرات تقدما مهما في حربه على هذه التجارة الممنوعة، بحيث تم حجز 23 طنا من الشيرا و38,1 طنا من المخدرات بهذا المرفأ (الذي يعد على مر التاريخ بوابة المغرب للمسافرين والبضائع)، خلال الأيام الخمسة الأخيرة؛ في أكبر عملية حجز قياسي الخميس والإثنين الماضيين. وكانت سلطات ميناء الدار البيضاء قد تمكنت، خلال عملية مشتركة بين مصالح الجمارك والأمن، من حجز 38,1 طنا من المخدرات، كانت مغلفة في ورق كربوني، ومخبأة بعناية في حاوية جاهزة للشحن داخل صفائح من الجبس التقليدي المعد للتزيين، وموجهة نحو ميناء بلنسية الإسبانية. بعد عملية حجز قياسي لـ 32 طنا و215 كلغ من مخدر الشيرا، كانت موجهة نحو مدينة قادس الإسبانية، والتي كانت مخبأة بعناية متقنة داخل ثلاث حاويات بعد أن عبئت داخل مصنع للمتلاشيات يوجد عمالة بإقليم مديونة. ويتعلق الأمر بثاني أكبر كمية من المخدرات بحسب سلطات ميناء الدارالبيضاء يتم حجزها خلال الخمس سنوات الأخيرة، بعد ما كان قد تم حجز 16 طنا من الشيرا سنة ,2005 وحجز560 كلغ سنة .2006 هذا ويتيح التدفق الكبير للمسافرين وملايين الأطنان من البضائع على الميناء نحو أوربا فرصا مهمة لتجار المخدرات لتهريب هذه البضاعة، إذ يسعى المهربون إلى جعله بوابة للتهريب بعد تشديد الخناق بميناء طنجة والناضور. ويلجأ المهربون في ذلك إلى عدة تقنيات لإخفاء كميات منها تختلف في حجمها وقيمتها. وسط حمولات البضائع الموجهة للتصدير، أو دس كمية المخدرات في تجاويف معدة على مستوى هياكل العربات.. وترى سلطات ميناء العاصمة الاقتصادية الذي يعد من أهم المواني بالقارة الإفريقية، (يمتد على مساحة 650 هكتار و5,7 كيلومتر من الأرصفة)، أن التقدم في رصد كل أنواع المخدرات بالميناء يعود بالأساس إلى نظام المراقبة الدقيقة؛ في إطار مخطط تأهيل الميناء الذي تم بموجبه على الخصوص عزل مختلف المناطق المحصورة للميناء تماشيا مع مخطط الأمن، كما تم اقتناء خمس آلالات كاشفة (سكانير)، خاصة بالشاحنات والصناديق الحديدية و11 آلة كاشفة و16 آلة أخرى تعمل بنظام الأشعة البنفسجية لمراقبة البضائع التي يحملها المسافرون وأربعين آلة كاشفة خاصة بالمعادن والمخدرات وثلاث رادارات، إلى جانب إقامة نظام للمراقبة يعتمد على 33 كاميرا. من جهة أخرى، وبحسب آخر تقرير صدر في العام الماضي عن شرطة الأنتروبول، التابعة للاتحاد الأوربي، فإن مهربي المخدرات والكوكايين يفضلون مطارات لا تخضع للمراقبة بشكل مكثف، مثل مطار الدار البيضاء، وهي نفس المطارات التي تستعمل من قبل مهربين قادمين من غرب إفريقيا. وكان المكتب الوطني للمطارات عزز آليات المراقبة والتفتيش داخل الوحدة الطبية لمطار محمد الخامس الدولي، باقتنائه لآلة للكشف بواسطة الصدى عن كابسولات الكوكايين التي يبتلعها بعض المهربين، بمبلغ مالي يناهز 100 ألف درهم. وكان محمد النوري، مدير المطار، أشار إلى أن الفترة الأخيرة عرفت تنامي ظاهرة التهريب عن طريق عملية البلع، الشيء الذي دفع بالمكتب إلى اقتناء هذه الآلة الفعالة لتعزيز إجراءات المراقبة الصارمة، وتقوية تجهيزاته الوقائية ضمانا للأمن والسلامة. وفي إطار حربها على المخدرات بهذا المركز الحدودي، الذي يتصدر البوابة الجوية الكبرى للمغرب، تشير معطيات المنطقة الأمنية بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء؛ أن مصالح المراقبة والتفتيش تمكنت خلال سنة ,2007 من حجز 93 كيلوغراما من أصل 248 كيلوغراما من مادة الكوكايين. وكانت المصالح المعنية بالمطار أوقفت خلال الأشهر الثلاثة الأولى (يناير، فبراير، مارس) 42 مهربا للمخدرات، معظمهم مغاربة، حاولوا السفر وبحوزتهم أزيد من 15 كلغ من مخدر الشيرا. واعتبرت مصادر أمنية أن كشف عمليات التهريب أضحى مسألة مألوفة بأول ميناء بحري في المملكة، وأكبر مطار دولي بالعاصمة الاقتصادية، الذين نسبة 51 في المائة من تنقلات المسافرين، ويسعى المهربون إلى جعلهما بوابة للتهريب باللجوء إلى حيل متعددة، إذ من حين إلى آخر يضبط مهربين عابرين، وبحوزتهم بعض الكيلوغرامات من هذه المادة البيضاء. يذكر أن مدينة الدار البيضاء تحتل الرتبة الثالثة في إطار حجز المخدرات بـ7 أطنان و237 كلغ خلال السنة الماضية مقابل 9 أطنان و281 كلغ سنة ,2007 على مستوى مجموع ولايات ومراكز الأمن، وتأتي مدينة طنجة في المقدمة بحجز إجمالي يقدر بـ 30 طنا و945 كلغ، تليها أكادير بــ7 أطنان و241 كلغ بحسب معطيات سنة.2008 وشكلت العاصمة الاقتصادية بحسب معطيات مديرية الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية أحد نقط العبور الرئيسية للقنب الهندي إلى أوروبا بعد طنجة وأكادير، وبالإضافة إلى أنها تشكل نقطة هامة للاتجار بالمخدرات. وتبلغ الكميات المحجوزة على المستوى الوطني سنة ,2008 من القنب الهندي (الشيرا) بحسب مديرية الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية، 110.393 طن، و584,33 كلغ من الكوكايين، و6,28 كلغ من الهيروين، فضلا عن 43 ألفا و510 وحدة من المواد المهلوسة.