خرجت مجددا ساكنة الحي الصفيحي «السكة» والمنطقة الفيضية بالحي الصفيحي «الشانطي» بسيدي يحيى الغرب، مؤازرة ب «جمعية الأمل لمستقبل بدون صفيح وبيئة نظيفة» ، في مسيرة احتجاجية يوم الإثنين 19 غشت الجاري، انطلقت من الحيين الصفيحيين السالفين الذكر صوب قصر البلدية والباشوية لإثارة انتباه المنتخبين والسلطات المحلية إلى مأساتهم التي طالت، ومطالبتهم بالوفاء بوعودهم التي بقيت حبرا على ورق، من أجل انتشالهم مما وصفوه ب «الوضعية اللاإنسانية»، التي يعيشونها، والإسراع بتمكينهم من بقع أرضية وتقديم المساعدة المادية حتى يتسنى لهم بناؤها والاستقرار بها في ظروف كريمة، حسب تصريحات بعضهم للجريدة . وردد المحتجون (نساء ورجال وشباب وأطفال ) أمام قصر البلدية ومقر الباشوية، وهم يرفعون صور صاحب الجلالة والأعلام الوطنية واللافتات العديد من الشعارات، التي انصبت حول معاناتهم ومنددة بما أسموه «سياسة الإقصاء والتسويف والتماطل واللامبالاة»، التي تنهجها السلطات المحلية والإقليمية وشركة العمران والقائمون على الشأن المحلي، مطالبين بإيفاد لجنة لتقصي الحقائق في برنامج مدن بدون صفيح بمدينة سيدي يحيى الغرب، ومحاسبة المسؤولين عن «الخروقات والتلاعبات» التي شابت عمليتي التوزيع والاستفادة من البقع الأرضية بالتجزئات السكنية المحدثة لمحاربة الصفيح (الوحدة 1- الوحدة 2/1 – الوحدة 2/2 ). ومن بين الشعارات التي صدحت بها حناجرالمتظاهرين «يا ملك يا رحيم راحنا في الجحيم»، و «ارحل يا باشا وارحل يا رئيس، في الانتخابات تفكرتونا وليوم نسيتونا». وهدد بعض منظمي المسيرة والوقفة الاحتجاجية التي امتدت طوال ساعاتيين (من الحادية عشرصباحا إلى الواحدة زوالا ) في تصريحات متفرقة ل «الأحداث المغربية» بالتصعيد خلال الأيام المقبلة، ونقل احتجاجاتهم إلى مقر عمالة إقليمسيدي سليمان، التي تبعد عن سيدي يحيى الغرب ب 36 كلم مشيا على الأقدام للتظاهر أمام العمالة، ضد ما يعتبرونه «تماطل» السلطات الترابية والمحلية والمنتخبين، وتقصيرهم في تنفيذ الوعود التي سبق لهم الالتزام بها منذ سنين، لتبقى ساكنة «السكة» و«المنطقة الفيضية» تسبح في التهميش والاقصاء. وتجدر الإشارة أن دوار«السكة» أقامته السلطة المحلية والجماعة الحضرية وشركة العمران سنة 1999 من أجل إخلاء منطقة كانت تقطن بها 58 أسرة بمنازل قصديرية تم هدمها وترحيل أصحابها بصفة مؤقتة إلى بقعة أرضية بحي الوحدة 1 مخصصة ضمن تصميم التهيئة كمنطقة خضراء، وذلك من أجل إحداث تجزئة سكنية ( الوحدة 2/1) مع تقديم وعود للمرحلين بإعادة إيوائهم واستفادتهم من بقع أرضية في إطار البرنامج الوطني لمحاربة دور الصفيح. غير أن عدم تنفيذ الوعود ومع تعاقب السنين انتقل عدد أسر دوار «السكة» حاليا، حسب مصدر مسؤول إلى 297 منزل قصديري تقطن به حوالي 600 أسرة، بمعدل أسرتين في البراكة الواحدة بفعل تفريخ البراريك وتقسيمها والمتاجرة فيها، وذلك أمام أعين السلطات المحلية المتعاقبة. أما المنطقة الفيضية التي تجاور وادي تيفلت وتنتمي للحي الصفيحي «الشانطي»، الذي يرجع تاريخ إحداثه إلى الفترة الاستعمارية، وتقرر إعادة هيكلته سنة 1997، وإعادة إيواء وترحيل ساكنة المنطقة الفيضية التي تغمر مساكنها المياه أثناء فصل الشتاء، حيث حددت دراسة أنجزت منذ سنين ما يسمى بالمنطقة الفيضية التي يمنع بها البناء والسكن، وذلك ضمن عقد برنامج مدن بدون صفيح، الذي أكد أن سيدي يحيى الغرب ستصبح مدينة بدون صفيح في أفق 2009، غير أن البرنامج فشل. ومن بين الضحايا ساكنة «السكة» التي تزايدت منذ 14 سنة لتصبح 600 أسرة بعدما كان العدد لا يتجاوز 58 أسرة سنة 1999. و«المنطقة الفيضية»، التي تزايد عدد منازلها لتصبح حوالي 300 أسرة. محمد لحلبيبة