تتواصل احتجاجات ساكنة الأحياء القصديرية، بمدينة سيدي يحي الغرب، أمام غياب، ما وصفوه، بالحلول العملية لإنهاء مآساتهم؛ التي قوبلت ب"هروب" رئيس المجلس البلدي، واكتفاء الباشا بالتقاط صور تذكارية للمحتجين على البؤس، حسب تصريح لفاعل جمعوي. هروب رئيس المجلس البلدي اضطر رئيس المجلس البلدي بسيدي يحيى الغرب، إقليمسيدي سليمان، للهروب من مقر قصر البلدية بعد أن قصده عشرات السكان، من الدوارالمذكور، على خلفية الحريق الذي التهم سبعة عشرة براكة قصديرية، فجر الأحد 14 غشت الجاري، مخلفا خسائر مادية جسيمة للمتضررين من الفئات الاجتماعية المعوزة. وشوهد رئيس المجلس البلدي، ظهر يوم الاثنين، مستقلا سيارة قائد المقاطعة، يغادر مقر إدارته، بعد انتباهه لقدوم المسيرة الاحتجاجية لمقر بلديته. و شبه أحد المحتجين، في تصريح خص له، مغادرة الرئيس المذكور ب"هروب بنعلي"، في إشارة إلى هروب الرئيس التونسي بعد اندلاع الحراك الاجتماعي والسياسي في بلاده ضد الفساد و الاستبداد. ونفذت ساكنة "دوار السكة"، خلال الأيام الماضية، أشكالا احتجاجية عفوية ضد "معاناتهم في براريك القصدير". وحمل المحتجون، في الكلمات التي تخللت شكلهم النضالي، الرئيس مسؤولية أوضاعهم بعد أن خضع ملف دوار السكة، حسب تصريحات المحتجين أنفسهم، لتلاعبت سياسوية ضيقة مرتبطة بالرهانات الانتخابية المحلية. يشار إلى أن دوار السكة، و باقي دواوير القصدير(الشانطي، الشنانفة، كانطة، الرحاونة)، يعتبر، حسب إفادة فاعل جمعوي رفض الكشف عن هويته، خزانا انتخابيا توظفه لوبيات الانتخابات لحسم الرهانات السياسية في المواسم الانتخابية بتوظيف "المال الحرام". ويصل الوزن الديمغرافي، حسب المعطيات التي حصل عليها الموقع من فعاليات مدنية نشيطة، ما يقارب أربعة آلاف نسمة، تتكدس في براريك "مجهرية" تفتقر للماء و الكهرباء وقنوات الصرف الصحي. ويلوح المحتجون، في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم المشروعة، بتنفيذ أشكال نضالية غير مسبوقة، كما عبروا عن رفضهم، لما اعتبروه، "الحلول الإحسانية والترقيعية"، مدينين، في نفس الوقت، عدم التزام السلطات، المنتخبة والوصية، بالوعود التي سبق أن قدمت لهم في هذا الشأن. باشا المدينة يستقبل المحتجين بهاتفه النقال فاجأ باشا مدينة سيدي يحيى الغرب المشاركين في المسيرة الاحتجاجية لدوار السكة، و لمدعومين بفعاليات حقوقية ومدنية وسياسية بالمدينة، تسلقه سور مقر إدارته حاملا هاتفه النقال لتصوير المحتجين. واستهجنت ناشطة حقوقية، في تعليق لها على الحادث، سلوك المسئول الأول في باشوية المدينة، معتبرة ذلك سلوكا "غير مسئول" من السيد الباشا. كما ردد المحتجون شعارات تختزل حقهم في السكن اللائق والعيش الكريم، ورفضوا تشكيل لجنة للحوار مع باشا المدينة، مطالبين إياه بحوار علني يركز فيه الاجراءات العملية من أجل الوقف الفوري لمعاناتهم. وسئل الباشا حول ملف الأحياء القصديرية بالمدينة، غير أنه تملص من الإجابة، معبرا عن استعداده للإجابة عن أسئلة مكتوبة. يذكر أن مدينة سيدي يحيى الغرب، التي تحتضن أقدم حي صفيحي بالمغرب، تلفها من جهاتها الأربعة أحزمة دواوير القصدير، التي تناثرت، بشكل سريع، في الاستحقاقات الانتخابية. وما فاقم الوضع هو غياب رؤية مجالية وسكانية استباقية لامتصاص الطلب المتزايد على السكن بالمدينة، التي تعاني من انحسار وضيق وعائها العقاري. وفي سياق متصل، يستعد سكان المنطقة الفيضية، التي تتوطن في هامش دوار الشانطي، حسب ناشط جمعوي مهتم بالملف، استئناف أشكالهم النضالية لرفع الحيف و المعاناة التي تطالهم في كل فصل شتاء. كما تجري عدة اتصالات، بين سكان الأحياء القصديرية، لتشكيل تنسيقية محلية للترافع على هذا الملف الشائك بالمدينة. *حميد هيمة