عاد شبح الفيضانات ليخيم على مختلف المناطق في جهة الغرب الشراردة بني احسن من جديد، بعدما بدت بوادره تطفو على السطح في أكثر من موقع، وهو ما جعل كل المراكز التابعة للقيادة الجهوية للوقاية المدنية تعلن حالة استنفار قصوى في صفوفها. وأدى ارتفاع منسوب العديد من الوديان إلى زحف السيول على الحقول والأراضي الزراعية المجاروة لها، سيما بجماعتي سيدي علال التازي وسوق ثلاثاء الغرب، وتوقف حركة المرور ببعض الطرق والمحاور الرئيسية، خاصة منها الرابطة بين سيدي قاسم ومشرع بلقصيري والجماعات المحيطة بهما. كما انهارت العشرات من الأكواخ الطينية بدوار أولاد عبد الصادق بجماعة دار بلعامري بسيدي سليمان، كما فرضت سيول المياه العزلة على مجموعة من الدواوير والقرى المستقرة بالأماكن الفيضية، وانقطعت الدراسة بالعديد من المؤسسات التعليمية مثل مدرسة المعتمد بن عباس بجماعة الرميلة، ومدرسة المركز بالتازي، وملحقتها. وكشف مصدر مسؤول أن دوار أولاد بلخير، الواقع بتراب جماعة المكرن إقليمالقنيطرة، أضحى محاصرا بالكامل بالمياه، وهو ما دفع السلطات إلى الاستنجاد بفرق الإنقاذ لإجلاء المنكوبين، حيث أشارت معلومات مؤكدة أن عناصر الوقاية المدينة قامت بانتشال ثلاثة أشخاص كانت قد جرفتهم السيول في مناطق مختلفة، وقالت المصادر إن فرقة التدخل أنقذت سائقا من الموت غرقا جراء انقلاب سيارته رباعية الدفع بالقرب من قنطرة تهلي في إقليمسيدي سليمان. ووفق المعطيات المتوفرة، فإن زهاء 600 براكة بدوار الشانطي بمدينة سيدي يحيى الغرب أضحت آيلة للانهيار والسقوط في أي لحظة بسبب فيضان واد تيفلت، حيث من المنتظر أن يتم إيواء المتضررين بالخيام المنصوبة بالساحة التابعة لمستوصف الولادة وكذا بالسوق الأسبوعي القديم. وكانت الأمطار الغزيرة قد أدت أيضا إلى قطع الطريق الرابطة بين المدينة نفسها والقنيطرة، الأمر الذي أرغم العشرات من المواطنين، خصوصا الطلبة منهم والموظفين، على قطع المئات من الأمتار مشيا على الأقدام فوق السكة الحديدية للوصول إلى منازلهم ومقرات عملهم. وأجبر هذا الوضع الحسين أمزال، عامل إقليمسيدي سليمان، على القيام بزيارتين عاجلتين لسيدي يحيى الغرب، بعدما عرفت المنطقة احتقانا اجتماعيا شديدا اندلعت معه احتجاجات المتضررين أمام مقر باشوية المدينة، حيث عقد أمزال لقاء مع ممثلي المنكوبين بمقر البلدية خصص لدراسة مشكل إيواء قاطني الدور الآيلة للسقوط ووضع استراتيجية محددة لترحيل سكان المنطقة الفيضية بصفة نهائية إلى مناطق أكثر أمانا، سيما بعدما أنهى المجلس البلدي عملية اقتناء الأرض المخصصة لإعادة إيوائهم من الجماعة السلالية الرحاونة. وساد تخوف شديد وسط سكان العديد من الأحياء الموجودة بمدينتي سيدي قاسموسيدي سليمان، بعدما غمرت المياه المنازل بكل من حي السلام وأزغار والفاسي، متسببة في خسائر مادية وصفت بالجسيمة، واضطرت السلطات إلى الاستنجاد بعناصر الوقاية المدنية وتجهيزاتها لتصريف المياه خارج منازل المواطنين والحيلولة دون تسربها إلى الداخل من جديد، فيما أدت الرياح العاصفية التي هبت على منطقة المناصرة، أول أمس،إلى إتلاف العشرات من حقول إنتاج الموز المعروفة ب«ليصير»، ملحقة بالمزارعين خسائر مادية جد جسيمة.