اضطرت السلطات المحلية بإقليمسيدي قاسم، أول أمس الأحد، إلى الاستعانة بطائرة هيلوكبتر وشاحنات من الحجم الكبير لإيصال الإعانات الغذائية إلى المنكوبين المحاصرين بالعديد من الجماعات والدواوير بالإقليم. وأرغمت الهيلوكبتر، التابعة لمصالح الدرك الملكي، على القيام بثلاث رحلات جوية، انطلاقا من الملعب البلدي لمدينة «مشرع بلقصيري»، إلى المناطق المغمورة بالمياه، نظير جماعة «الحوافات» و«الصفصاف» و«دار العسلوجي»، التي اعتبرت منكوبة بفعل الخسائر الفادحة التي لحقتها. ووجد المسؤولون المحليون أنفسهم في وضع حرج جدا، بعدما استعصى عليهم إجلاء العشرات من المواطنين الذين ظلوا، طيلة اليومين السابقين، عاجزين عن تخطي عتبة منازلهم، بعدما حاصرتهم السيول الجارفة من كل جانب، والتي بات معها الإنسان والحيوان، على حد سواء، مهددين بالهلاك جراء الجوع والأمراض. وأربك ارتفاع منسوب نهر سبو إلى أرقام قياسية حسابات الجهات المسؤولة، التي بدت غير قادرة على تغطية كل المناطق الفيضية، حيث افتقرت مجموعة من الدواوير إلى المساعدات والإعانات وإلى فرق الإنقاذ، ما دفع السكان إلى مواجهة الكارثة بوسائلهم البسيطة وتهريب أثاثهم وأمتعتهم ورؤوس ماشيتهم إلى أماكن أكثر أمانا أو إلى ذويهم، بعدما تعذر على الجهات المعنية توفير مراكز إيواء لهم. وبمدينة مشرع بلقصيري قامت وحدتان صناعيتان خاصتان بتكرير قصب السكر والشمندر بتسريح عمالهما مؤقتا وتوقفتا عن العمل، بسبب مياه الفيضانات التي حاصرتهما، كما أدى زحف السيول إلى قطع العديد من المسالك الطرقية الرئيسية، الأمر الذي أعاق حركة السير وأثر بشكل كبير على عمليات الإغاثة، خاصة بالقرى والبوادي. وغمرت مياه «سبو» مجموعة من الدواوير بجماعة «الخنيشات»، إقليم«سيدي قاسم»، نظير دوار «أولاد بوعزة» و«أولاد سلام» و«شكربات»، وفرضت على سكانها النزوح الجماعي إلى منازل ذويهم، بكل ما يملكون من دواب، تاركين وراءهم بيوتهم وهي على وشك الانهيار، لتنضاف إلى أكثر من 200 منزل طيني تهاوت بعد أن اجتاحتها الفيضانات، في حين تم اعتبار الطريق الرابطة بين «الخنيشات» و«سيدي قاسم» و«الخنيشات جرف الملحة» مقطوعة في وجه حركة المرور. وبقيادة «حد كورت»، جماعة «سيدي عزوز»، نزح قاطنو دوار «أولاد حماد» و«أولاد حمدان»، جراء فيضان الوادي المذكور، إلى بعض الجهات، ونصبوا الخيام، منذ ثلاثة أيام، في غياب تام لأية مساعدات، وهو ما جعلهم يعيشون وضعا مزريا ومقلقا للغاية. وبات نهر «سبو» في وضعيته الحالية ينذر بوقوع فيضانات أخرى، بالعديد من مناطق جهة «الغرب الشراردة بني احسن»، ما يفسر قيام السلطات المحلية بإنذار قاطني بعض التجمعات السكانية، وإشعارهم بضرورة إخلائها تحسبا لأي طارئ، دون المبادرة إلى تهيئة مراكز إيواء جديدة.