أطل على مشاهدي القناة الثانية في رمضان الماضي من خلال عملين تلفزيونيين ناجحين ، الأول « الكوبل» الذي كتبه مع حسن الفد والثاني «بغيت نسولك » الذي نشطه ونجح في تقديمه إلى المشاهدين، وقبل ذلك كان قد تعرف عليه المستمعون من خلال شخصية «طاليس بن فاليس» عبر أثير «راديو مارس» ، إنه الكاتب والممثل والفكاهي والمنشط الإذاعي والتلفزي الشاب عبد العالي لمهر ، وهذه بعض فصول قصة نجاحه ، احنا نسولو وهو يجاوب . متى بدأت علاقتك بالفكاهة والضحك ؟ بدأت علاقتي بالضحك والفكاهة وسط الأسرة والعائلة التي اكتشفت فيها موهبتي في هذا المجال، لكن كما العديد من الشباب وجدت معارضة من طرف والدي الذي كان يرفض رفضا قاطعا أن ألج المجال الفني ولم يسمح لي بالالتحاق بمعهد مولاي رشيد بالدار البيضاء كأول خطوة على درب التكوين واكتساب الخبرة والتجربة إلا بعد جهد جهيد. في البداية التحقت بفضاء الأطفال في مسرح مولاي رشيد قبل أن أنتقل إلى المعهد حيث تلقيت أبجديات المسرح، واكتسبت شيئا من الخبرة والتجربة على الركح عبر العروض المسرحية التي كنا نعدها ونقدمها على الخشبة، واستطعت شيئا فشيئا أن أبرز كاسم ضمن المجموعة في التمثيل وبالأخص في الكتابة التي أعشقها حد الهوس و أرغب دائما في أن تكون النصوص التي أكتبها متقنة ودقيقة. وكان دائما ينتابني شعور بأن لدي شيئا يعتمل في دواخلي وليس من وسيلة للتعبير عنه سوى الكتابة والفن بشكل عام، وأغلب المسرحيات التي كنا نمثلها في مسرح مولاي رشيد كانت من توقيعي، في البداية كانت مسرحية كل ستة أشهر ومن بعد تقلص الحيز الزمني إلى شهر (مسرحية من كل شهر) وذلك بطلب من مدير المسرح وهو إن دل على شيء فإنما يدل على النجاح الذي كانت تحققه هذه المسرحيات والصدى الذي تجده لدى الجمهور. وخلال هذه الفترة تعرفت على العديد من نجوم المسرح والفكاهة في المغرب منهم فولان وعاجل والخياري وعاطر . لكن ما هي الخطوة أو الفرصة التي تعتبرها كانت حاسمة أو ذات تأثير في مسارك الفني وأنت في بداية المشوار ؟ يمكن القول أن التجربة الجميلة والمفيدة التي كانت ذات تأثير في مساري هي تجربة المشاركة في فيلم «رحمة » الذي لعب فيه البطولة كل من حسن الفد وهدى الريحاني وأخرجه للسينما عمر الشرايبي الذي أتاح لي عبر هذا الفيلم التمثيل على الشاشة الفضية، وحتى وإن كان الدور صغيرا فإنه كان كبيرا فيما أفادني به،حيث مكنني من اللقاء مع حسن الفد الذي أعتبره مدرسة في الفكاهة والضحك واستغللت هذه الفرصة لأعرض عليه بعضا من أعمالي وكتاباتي، وبعد حوالي ستة أشهر تجدد اللقاء والنقاش وأثمر ذلك المشاركة معه في كتابة كبسولة «صرف ليا». وكيف تم دخولك عالم الفكاهة عبر الأثير من خلال «راديو مارس» ؟ أثناء تصويرنا لسلسلة «الفد تي في» المشروع الذي ساهمت فيه وتابعته من البداية إلى النهاية وشغلت فيه مساعد مدير فني، اتصل بي المسؤولون عن «راديو مارس» وأبلغوني رغبتهم في إدخال الفكاهة إلى برمجة الإذاعة، شريطة أن تكون من مستوى معين كما هو حال فكاهة حسن الفد، وبالفعل عبرت لهم عن استعدادي للأمر وتنقاشنا حول الموضوع إلى أن انتهينا إلى تصور معين من خلال برنامج «مارس كوميك » فقرات جاهزة للبث وذلك في رمضان 2010 وعلى إثر النجاح الذي حققه البرنامج وماوصل إليه من نسبة استماع كبيرة اتفقنا على مواصلة العمل في هذا الإطار علما أن العقد الذي كان يربطني في البداية ب«راديو مارس» لم يكن يتجاوز الشهر، وهكذا بعد رمضان حاولت أنا وزهير علوان وأكرم رشيد أن نخلق شخصية واسما فكاهيا يصبح لصيقا بي وبه أعرف لدى الجمهور فتم الاهتداء إلى اسم طاليس بن فاليس هكذا بدون معرفة أسباب أو دوافع اختيارنا لهذا الاسم دون غيره. وماذا عن التجربتين التلفزيتين الناجحتين «لكوبل» و«بغيت نسولك»…؟ أود أن أشير إلى أن تكويني الفني هو في التمثيل والفكاهة وكما هو معروف في المجال فإنه من الصعب أن تثبت اسمك، إذ يلزمك من يعينك ويمهد لك الطريق وقد قررت منذ البداية أن تكون خطواتي متمهلة، أتعلم وأصقل موهبتي مع من سبقوني في المجال خبرة وإبداعا وعلى رأسهم حسن الفد، وألا أغامر بالظهور والبروز في وقت معين ثم أتوارى عن الأنظار فجأة وبسرعة، وذلك لأني كنت أبحث عن اللمسة التي أتميز بها عن غيري. بالنسبة ل«لكوبل» فقد كتبناه مع حسن الفد ورفقة هيثم مفتاح الذي انضم إلينا في الحلقات الأخيرة، وذلك في ظرف قياسي حوالي الشهر في إطار محترف الكتابة الذي أسميه معسكرا بالنظر إلى الجدية التي طبعته والجهد الذي بذل فيه وتم الإعداد له في حوالي أسبوع ثم صور في نفس الفترة الزمنية (أسبوع) والنتيجة هي ما شاهده المشاهدون الكرام في رمضان على شاشة «دوزيم» واستطاع أن ينال رضاهم وإعجابهم ويمكنني القول أن نجاح هذا العمل يعود بالإضافة إلى ما سبق ذكره إلى أنه كانوا اولاد الناس وراءه ومن بينهم واحد الوليد سميتو أمير الرواني (المخرج)… وكان وراءه «ناس حمقى» بالمعنى الفني الجميل للكلمة وبمعنى ما كنا نضع من تصورات وما نكتب ونبدع من نصوص وسيناريوهات. أما بخصوص «بغيت نسولك» فقد جاءت الشركة المنتجة أو المنفذة للإنتاج بتصور ناقشناه وفكرنا في ما يرغب فيه المواطن المغربي والمشاهد أيضا واتفقنا أنه علينا أن نتيح من خلال هذا البرنامج أو الكبسولة الفرصة للمواطن المغربي من أجل التعبير عن رأيه في العديد من القضايا الجادة أو غير الجادة ولذك لما نلمسه من رغبة لدى هذا المواطن في الحديث وفي الكلام وإبداء الرأي في كل شيء، الناس باغا تهضر، انطلاقا من هذا جرى الشروع في العمل فتارة كنا نطرح أسئلة حول قضايا ومواضيع جادة ومرة أخرى نطرح أسئلة من أجل التقشاب …. وهنا لابد من التأكيد أنه لم يكن هناك أي استعداد أو تهييء المواطنين أو المشاركين في البرنامج أوتفاهم معهم حول الأسئلة وإنما كان ذلك يتم بطريقة عفوية مما جعل ردود الفعل والأجوبة تكون هي الأخرى عفوية تلقائية وهذا سبب من أسباب نجاح الكبسولة