لاقت السلسلة الكوميدية «لكوبل»، أي «الزوجان»، التي تبثها القناة الثانية يوميافي شهر رمضان، نجاحا غير مسبوق من جهة نسبة المتابعة، والإقبال الهائل على تحميل مقاطع حلقاتها على مواقع الفيسبوك واليوتوب. ويتطرق المسلسل الفكاهي القصير، الذي لا يتعدى توقيت حلقته ل 3 دقائق، إلى مشاهد من حياة زوجين «استثنائيين» يعيشان في البادية، في عقدهما السادس، ويتجادلان طيلة الوقت حول العديد من المواضيع الحياتية. ويؤدي دورهما الممثلان الكوميديان حسن الفد ودنية بوطازوت. وتحظى حلقات «لكوبل» بمتابعة قياسية من قبل المشاهدين المغاربة في رمضان، الذين وجدوا فيها مادة تلفزيونية مثيرة للضحك الهادف. وبحسب الصفحة الرسمية للسلسلة على موقع الفيسبوك، فإن قصر المدة الزمنية للحلقة الواحدة مع ضمها لفنّانيْن لهما رصيدهما الفكاهيّ المتميز، تعتبر عوامل حاسمة في صنع نجاح المسلسل. وأنشأ ناشطون على الإنترنت صفحات خاصة للإشادة بهذا العمل التلفزيوني، حيث اعتبروه «نقطة الضوء الوحيدة» وسط ركام من الأعمال الرمضانية «الرديئة» التي لم ترق إلى طموح ملايين المشاهدين، من خلال بث برامج فكاهية تعتمد على الإسفاف والمواضيع المكررة. إلى ذلك، أكد تقرير صدر حديثا عن مؤسسة «ماروك متري»، المتخصصة في قياس نسب المتابعة التلفزيونية بالمغرب، أن «لكوبل» حقق نسبة مشاهدة عالية ضمن برامج شهر رمضان للعام الجاري، بلغ معدلها حوالي سبعة ملايين و210 آلاف مشاهد، بنسبة 56.7 في المئة من حصة المشاهدة الكلية. من جهته، قال الفنان الكوميدي حسن الفد، في تصريح له، إن سر نجاح سلسلته التي مثل فيها إلى جانب الفنانة دنية بوطازوت، يعود إلى الصدق في الأداء والتمثيل بشكل يجعل الكلمة والرسالة الفنية تصل مباشرة إلى عين وذهن المتلقي ببساطة ودون تعقيدات زائدة. وتابع قائلا إن تقديم شخصية «الشعيبية»، التي أدتها باقتدار الممثلة بوطازوت، وشخصية «كبور»، الذي تقمص الفد دوره في سلسلة «لكوبل»، بتلك الطريقة المضحكة كان يسعى أساسا للبحث عن المتعة ومشاطرتها مع أكبر عدد ممكن من الجمهور. في المقابل، أكد المخرج التلفزي محمد فكاك أن عوامل نجاح سلسلة «لكوبل» تكمن في قدرة فريق العمل على الوصول إلى خلطة منسجمة من توابل الضحك الحقيقي، من كتابة وتصور ذهني مناسب للعمل، وتمثل أقرب إلى الواقع لشخصيات العالم القروي. وأردف فكاك، «أن نجاح هذا العمل لا يقتصر على براعة الممثليْن الفد وبوطازوت، وقدرتهما الكبيرة على التعبير بالحركة والكلام وملامح الوجه لتقمص شخصيات بدوية، بقدر ما يُنسب أيضا إلى ورشة كتابة السلسلة، والإدارة الفنية والتقنية والمونتاج.