«أوراش الدارالبيضاء الكبرى خاصة أشغال ترامواي حلم البيضاويين القديم كانت وراء عدم تنظيم دورة العام الماضي» كان هذا تبريرا ساقه عمدة المدينة محمد ساجد لاحتجاب النسخة الثامنة من مهرجان «كازا موسيقى»، وليس كما راج بسبب أزمة مالية وتراكم ديون جمعية منتدى الدارالبيضاء، مما دفع رئيسها فريد بن سعيد إلى تقديم استقالته، بيد أن محمد ساجد لم ينكر أمر الديون «لم تغلق بعد كل حساباتها، ونحن بصدد تصفية ديون تبقى رمزية، ونحن متضامنين معها كل التضامن لتغطية كل المصاريف الناجمة عن تنظيم المهرجان» يضيف العمدة. كلمة الأوراش المفتوحة احتلت حيزا كبيرا في كلام العمدة. لم يترك أي ورش إلا وبسطه، كأنما يسوق لحصيلة ولايته، في هذا السياق أكد أن الدارالبيضاء «َتعيش تحولا كبيرا ونهضة تنموية الجميع يشهد لها سواء من البيضاويين أنفسهم، أو الوافدين عليها» في إطار هذه الدينامية العمرانية والتنموية كما سماها ساجد، عاد مهرجان الدارالبيضاء لكن بأي حال ستعود نسخة 2013 المرتقب تنظيمها ما بين 23 و25 غشت المقبل؟ متغيرات عديدة سجلتها دورة 2013 وعلى ما يبدو ستكون دورة انتقالية واستثنائية. لعل من تجليات هذا الطابع أولا لم تنظم من طرف جمعية منتدى الدارالبيضاء كما كانت كل الدورات السابقة، وقام مقامها المجلس الجهوي للسياحة آخر لحظة بعدما تأخر الإعلان على موعد التنظيم «عدم تجديد مكتب الجمعية في الوقت المناسب كان سبب عدم إشرافها على تنظيم نسخة هذا العام، حينما يحل هذ المشكل ستستمر في عملها ونحن فخورون بكل إنجازات عملها» يوضح عمدة المدينة. ثانيا دورة العام الجاري لا تشكل امتدادا وصيرورة لما سبق من دورات، الملف الصحفي استخدم دورة 2013 بدلا من النسخة الثامنة، وعمدة المدينة محمد ساجد أطلق عليها النسخة التاسعة بداية كلمته. ثالثا دخول شركة روتانا موسيقى كشريك أفضى إلى التضحية بالبرمجة الغربية، ولم يعد لها وجود كما كان على مدى دورات سابقة، كما لم يعد للإدارة الفنية وجود، لم يكن لها ممثلا حضور ضمن المنصة ولم يقدم عمدة المدينة اسم أي مدير فني، بل اكتفى بطلبه من منسقة النسخة وليست مديرة فنية منا يعقوبي، تقديم أهم ملامح البرمجة الشرقية والمغربية. رابعا رفع تحدي التمويل من طرف المؤسسات والمقاولات الخاصة، ظل مهرجان «كازا موسيقى» يسعى منذ بدايته -كما قال محمد ساجد- إلى الاستغناء عن تمويل نصف ميزانيته من صناديق مؤسسات عمومية، وفي كل مرة كان الفشل مصير مسعاه. النسخة الثامنة أو نسخة 2013 حملت مستجدا على هذا المستوى، وتسنى للجهة المنظمة أخيرا إقناع مقاولات خاصة وما أكثرها بالعاصمة الاقتصادية على ضرورة الانخراط في تنظيم مهرجان يليق بمقام وحجم مدينة مثل الدارالبيضاء.