لم يحالف الحظ مبيعات السيارات السياحية كما حدث بالنسبة لنظيرتها النفعية خلال النصف الأول من السنة الجارية. ففي الوقت الذي تمكنت فيه هذه الأخيرة من تحقيق نمو يعادل 12,7 في المئة، عجز الصنف السياحي عن مسايرة الإيقاع وسجل تراجعا بأزيد من 8,4 في المئة. بالأرقام نطقت إحصائيات جمعية مستوردي السيارات بالمغرب عن فحوى الحصيلة، فلم تكن بياناتها الكاشفة عن مستوى التطور الذي ميز مبيعات السوق الوطني للسيارات خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية، لترضي مسؤولي شركات التسويق بعدما خاب أملهم في بلوغ ولو على الأقل، نفس الرقم المسجل في مبيعات النصف الأول من السنة الفارطة. عندما تأكد هذا الواقع في التقرير الإحصائي الأخير لجمعية المستوردين بالمغرب، تمت الإشارة إلى أن المستوي الإجمالي للمبيعات التي أشر عليها السوق الوطني للسيارات إلى حدود متم شهر يونيو الماضي، لم تتجاوز حدود 63 ألف و 866 وحدة، أي ما يعادل نسبة تراجع تناهز حوالي 6,5 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2012. انخفاض بدا في نظر مسؤول تجاري بإحدى شركات التسويق، نتاجا طبيعيا لتظافر مجموعة من العوامل التي جعلت عمليات تصريف السيارات السياحية على الخصوص تنحو في اتجاه التراجع، فهذه الأخيرة التي استحوذت خلال النصف الأول من السنة الجارية على أزيد من 56 ألف وحدة من إجمالي مبيعات السوق الوطني، لم تستفد من لدن الأبناك من نفس إيجابيات التمويل التي خصصتها مجموعة القرض الفلاحي لعمليات شراء السيارات النفعية وخاصة في معرض الفلاحة الأخير بمكناس الذي قدمت فيه المجموعة عروض تمويل تحفيزية مهمة لفائدة الفلاحين الراغبين في اقتناء وحدات هذا الصنف النفعي الذي فاقت مبيعاته الإجمالية حدود 7 آلاف سيارة على امتداد الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية التي أنذرت بموسم فلاحي جيد عكسته أمطار الخير التي تهاطلت عبر مختلف أرجاء المملكة وحفزت الفلاحين على الإقبال بكثرة على طلب نوع "البيكوب" وغيره من وحدات صنف السيارات النفعية المستخدمة لأغراض فلاحية، يوضح المصدر ذاته. ففي قائمة التصنيف، اعتلت علامة داسيا منصة المبيعات من خلال تمكنها من تصريف أزيد من 14 ألف و 700 وحدة خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية بنمو يقل عن حدود 1,2 في المئة. الرتبة الثانية تبوأتها سيارة رونو بمبيعات تعادل 8 آلاف و 896 سيارة ونسبة نمو سلبية تزيد عن ناقص 11,2 في المئة. تصنيف جمعية مستوردي السيارات المعروفة اختصارا ب "إيفام" لمبيعات السوق، أبقى على علامة فورد في المركز الثالث للشهر الثالث على التوالي، حيث سجلت مبيعاتها أقل من 5 آلاف سيارة بنمو يزيد عن 16,8 في المئة، في الوقت الذي جاءت فيه بوجو في المرتبة الخامسة بمبيعات تعادل 4 آلاف و 803 وحدة، مسجلة بذلك انخفاضا يفوق 12 في المئة