اختار العشرات من أبناء حي »لافيلات» بالحي المحمدي بالدار البيضاء، أن يكون نهار أمس الأحد مختلفا عن أيام عطلهم الأسبوعية. ورغم أن هذا الوقت الثالث يكون مناسبا بالنسبة لهم إلى خوض مباريات في كرة القدم سواء بساحات الدروب أو في ملاعب الأحياء. وأن الجو المشمس يغري عادة من في سنهم إلى التوجه إلى الفضاءات الخضراء أو الشاطئ من أجل الاستجمام. فقد اجتمع حوالي 100 طفل وشاب لتنفيذ حملة نظافة بمنطقتهم السكنية، شملت شوارع بن حزم، جعفر البرمكي، وزنقتي العهد وصنهاجة وكل المعابر المتفرعة عنها والفراغات القريبة منها. هؤلاء الأطفال وغيرهم من اليافعين، استيقظوا باكرا صباح الأحد 29 ماي الجاري، وحملوا المعاول والمكنسات والأكياس البلاستيكية. وما كادت تشير عقارب الساعة إلى العاشرة، حتى انطلقوا بكل حيوية وعزم على تخليص حيهم من بشاعة الأزبال المتناثرة والأتربة المختلطة بالأوساخ والقاذورات. هذا العمل التطوعي لقي حسب تصريح ل«ياسين فادي» رئيس جمعية «لينا للتنمية والبيئة»، استجابة واسعة من أبناء حي «لافيلات» لبرنامج حملة نظافة، نظمته الجمعية بشراكة مع شركتي «تيكميد» و«ليديك»، اللتين قامتا يومي الجمعة والسبت الماضيين بجمع النفايات المتراكمة في العديد من النقط السوداء وبعملية تطهير لقنوات الصرف الصحي. وبمساهمة لوجستيكية من مقاطعة الحي المحمدي، التي وفرت خيمة وعدد من الكراسي. رئيس جمعية «لينا للتنمية والبيئة»، أكد في اتصال هاتفي لجريدة الأحداث المغربية، «أن هذه الحملة تدخل في إطار الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، حيث اختير لها شعار «نظافة حينا من أجل أبنائنا»، وذلك لأن حي «لافيلات» والمناطق السكنية المجاورة له، تعاني منذ سنين من تبعات حفرة لافاراج، التي تحولت إلى مطرح عشوائي للأزبال، بالإضافة إلى نفايات سوق الدجاج والروائح الكريهة المنبعثة منه ليل نهار، وكذلك انتشار بعض الحشرات الضارة وعلى رأسها البرغوت و«القميلة»، مما كان يتسبب للأطفال الصغار وتلاميذ المدارس المجاورة في أمراض جلدية». ورغم أن حملة النظافة التي شهدها حي »لافيلات» على مدار ساعات من نهار آخر الأسبوع، كانت بمثابة نقطة في واد التلوث البيئي بهذه المنطقة السكنية، فقد استحسنتها الساكنة، لأنها على الأقل خلصتهم من «لوسخ الباين» على حد تعبيرهم، في انتظار عمل كبير ودائم للجهات المعنية بالنظافة والتطهير، قد يريحهم من منغصات وأضرار النفايات الزاحفة على دروبهم وشوارعهم، والروائح الكريهة المنتشرة في هواء حيهم والكاتمة على أنفاسهم.