لم تخلف سلطات البرنوصي بالدار البيضاء وعدها بدق آخر مسمار في نعش «دوار السكويلة» مع مطلع السنة الجديدة. بجرافاتها وشاحناتها وقواتها المساعدة وأعوانها، تم صباح أمس الإثنين التوقيع على «شهادة وفاة» أكبر حي صفيحي بمنطقة سيدي مومن. آخر البراريك المتبقية ببلوك 2 وما جاورها، بدأت تتهاوى تباعا تحت ضربات معاول السلطة المحلية منذ أولى تباشير نهار مستهل الأسبوع الحالي. «وداعا دوار السكويلة». عبارة نطق بها لسان حال كل من عاين إزالة آخر البراريك، التي ظلت منتصبة بين أطلال وحطام المساكن العشوائية المهدمة منذ شهور خلت. كان المشهد صباح الإثنين 4 فبراير الجاري مختلفا عما سبقه من عمليات الهدم. فبعد مسح معالم كل من بلوك 6 وبلوك 1 من جغرافية هذا «الكاريان» المترامي الأطراف بمنطقة أهل الغلام بسيدي مومن خلال الأسابيع الأخيرة. جاء دور القضاء نهائيا على حوالي 360 براكة، مما تبقى من حي صفيحي عمر لعقود طويلة من الزمن. الإحصائيات الرسمية تحدد عدد براريك «دوار السكويلة» في 7 آلاف بيت صفيحي. قطنها منذ 1930 وعلى مدار أجيال متعاقبة ما يفوق 8 آلاف أسرة. بداية نهاية هذا التجمع العشوائي الكبير، انطلقت ما بين 2004 و2005، بعد دخوله في برنامج القضاء على دور الصفيح بالدار البيضاء، حيث شرعت السلطات المحلية في الإشراف على ترحيل الأسر المستفيدة من مشروع إعادة الإسكان، بتوزيع بقع أرضية عليهم بمنطقة أهل الغلام المجاورة. العملية صادفت خلال السنوات الأخيرة مجموعة من التعثرات، أخرت الإجتثات الكلي لمئات البراريك، التي استمرت نابتة هناك وهناك فوق وعاء عقاري يصل إلى 22 هكتارا. وخلال الشهور الأخيرة من السنة الماضية وبداية العام الحالي، ضاعفت السلطات المحلية بشراكة مع مؤسسة العمران ووزارة الإسكان وتيرة عمليات الترحيل. كان الحزم هو سيد الموقف في تنفيد قرارات الهدم، التي توالت في تواريخ متفرقة تحت إشراف رجال السلطة وأعوانهم، وبواسطة تسخير عدد من الجرافات والشاحنات وتطويق الأماكن المستهدفة بالقوات المساعدة وعناصر الشرطة لكي لا تتحول بعض الاحتجاجات العفوية للقاطنين المرحلين إلى فوضى أو انفلات أمني، حسب تقييم للموقف من وجهة نظر أحد المسؤولين بسيدي مومن، المكلفين بتتع الملف على أرض الواقع. مصدر من السلطة المحلية، أكد في اتصال هاتفي لجريدة «الأحداث المغربية»، أن هدم آخر براكة في «دوار السكويلة»، يعتبر ثمرة مجهودات مشتركة بين كل الأطراف الرسمية المتدخلة وممثلي السكان في شخص لجنة الحكماء، حيث تم في 4 فبراير الجاري القضاء النهائي على ما تبقى من دور الصفيح بهذا «الكاريان»، الذي كان يبدو عصيا على الزوال من جغرافية سيدي مومن. مضيفا أن عملية الهدم لصباح أمس الإثنين، تعتبر محاربة لما أسماه «الريع الصفيحي»، وتدخل بالأساس في إطار طي ملف إعادة إسكان قاطني «دوار السكويلة» بمشروع السلام 1 و2 وغيره، ثم تجهيز الوعاء العقاري الذي تم إفراغه لتجزيئه إلى بقع أرضية لفائدة باقي الأسر المرحلة.