طيلة سنوات والمصالح الأمنية تواصل تفكيك الخلايا الإرهابية التي تقول إنها تنشط في استقطاب شبان للإلتحاق بمعسكرات التدريب بمختلف بؤر التوتر. ذلك كان عليه الحال في أفغانستان ثم العراق وسوريا وأخيرا بالصحراء والساحل. ذلك ما تأكد بعد تفكيك العشرات من الخلايا التي أعلنت المصالح الأمنية المغربية طيلة السنوات الأخيرة من ينها الخلتين الأخيرة التي قالت وزارة الداخلية المغربية إنها تنشط في مجال استقطاب وتجنيد شباب مغاربة قصد إرسالهم «للجهاد» ضمن التنظيمات الإرهابية الموالية لتنظيم القاعدة والمتألفة من عدة عناصر تنشط بكل من مدن الفنيدقوطنجة والحسيمة ومكناس. أعداد المغاربة المجندين ضمن التنظيمات الإرهابية بالساحل والصحراء قد يصل للمائة. بعض منهم التحق منذ البدايات الأولى لتحول الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية إلى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بقيادة أبو مصعب عبد الودود الملقب ب« عبد المالك درودكال»، فيما التحق البعض الأخر مباشرة بعد بعد حصول جماعات منها على أموال الفديات المخصص جزء منها في تمويل عمليات الإستقطاب والتكلف بمصاريف التنقل وأيضا نداء الإرهابي درودكال للشبان بالإلتحاق بجماعته. منذ تفكيك خلية أمغالا واكتشاف المخطط الجديد للقاعدة بالتوغل في التراب المغربي وتنفيذ عمليات إرهابية باستخدام ترسانة من السلاح تم حجزه، حددت المصالح الأمنية المغربية بالتنسيق مع موريطانيا بالخصوص وأيضا مالي هوية بعض من أولئك المغاربة منهم خمسة التحقوا ب «كتيبة طارق بن زياد» التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وبينهم «نور الدين اليوبي» الملقب ب «أبو العاصم»، والمنحدر من فاس، والمشتبه في أنه كان وراء عملية تهريب أسلحة وذخيرة حية عبر الحزام الأمني إلى منطقة أمغالا التي تبعد حوالي 220 كيلومترا عن العيون، إضافة إلى اخرين ينتقلون بين جنوب موريتانيا وشمال مالي. مباشرة بعد العمليات الإرهابية التي استهدفت الدارالبيضاء كانت المصالح الأمنية المغربية قد أدرجت عددا من الأشخاص في عداد المطلوبين، وتبين أن منهم من التحق بالجماعات الإرهابية بالجزائر ثم فيما بعد الساحل والصحراء من بينهم «محمد أغبالو» وآخر ينحذر من طنجة، حينها كان أغلبية المستقطبين ينحدرون من من مدن تطوانوطنجة والناظور وسبتة المحتلة ومن مدن آخرى وهي ذاتها المدن الشماية التي ينحدر منها شبان مغاربة التحقوا بتنظيمات إرهابية في العراق ونفذوا عمليات انتحارية هناك ولا يزال آخرون يقبعون في سجونها. آخرون أيضا يقبعون في سجون جزائرية متهمين بالإنتماء لتنظيمات إرهابية. مغاربة آخرين ينتمون إلى «كتيبة الملثمين» منهم من قتل في مواجهة مع قوى الجيش الجزائري ، ولا يزال آخرون يقاتلون في صفوفها إلي اليوم. وتوصلت المصالح الأمنية المغربية إلى معلمات تفيذ وجود مغاربة أيضا في صفوف تنظيم مختار بلمختار ويتواجدون حاليا في منطقة غاو بمالي التي تيسطر عليها الكتيبة الإرهابية إلي جانب تنظيم أنصار الدين المالية. لحد الان وحسب ما أكده البلاغ الأخير لوزارة الداخلية، تمكنت المصالح الأمنية من تحديد هوية أكثر من أربعين متطوعا مغربيا، تم إرسالهم منذ شهر أبريل 2012 للجهاد ضمن فصائل تنظيم القاعدة، حيث يخضعون لتداريب مكثفة من أجل إشراكهم في عمليات عسكرية وانتحارية، من بينهم عناصر قضوا عقوبات سالبة للحرية في إطار قانون مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى معتقلين سابقين بغوانتانامو يتمتعان بخبرة عالية في استخدام الأسلحة، اكتسباها سلفا بمعسكرات القاعدة بأفغانستان، وهم الذين أحيلوا في الخلايا الأخيرة التي تم تفكيكها. المصالح الأمنية توصلت لتلك المعلومات نتيجة التنسيق الأمني مع نظيرتها بدول الساحل والصحراء ومخاربات فرنسية واسبانية وأمريكية، لكن أيضا بعد تفكيك تلك خلايا داخل التراب الوطني آخرها التنظيم الذي تم اعتقال 11 عنصرا لا يزالون رهن التحقيق بعد أن أحالتهم النيابة العامة على المحكمة ووجهت إليهم تهم باستقطاب شبان مغاربة للإلتحاق بالتنظيمات الإرهابية بالجزائر ومالي، فيما خلايا أخرى تم تفكيكها السنة الجارية و طيلة السنوات الأخيرة منذ أن تحولت مالي إلى أفغانستان جديدة. يبقي أن عدد أولئك المقاتلين أكبر بكثير من العدد الذي تم التعرف على هويتهم، لكنهم يتواجدون بالخصوص ضمن مقاتلين يعدون بالآلاف في أخطر كتيبتين إرهابيتين أولاها كتيبة «طارق بن زي ويترأسها المدو عبد الحميد أبو زيد الملقب ب «الأعور » وصهره ولد حامة، ثم كتيبة مختار بلمختار المكنى «خالد أبو العباس» و«بلعور» الذي يقود كتيبة «الملثمون»، إحدى أهم الكتائب الأربع للتنظيم الإرهابي النشيطة في جنوب الصحراء والمرتبطة بجماعة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا بعد الإنشقاق عن تنظيم عبد المالك درودكال. بلمختار المتحدر من غرداية على مشارف الصحراء، الخبير في التهريب، رجل الصحراء الذي تربطه علاقت متينة (عائلية خصوصا بفضل زواجه من كبرى عائلات الطوارق) بكامل منطقة الساحل لمدة سنوات، كان يزود الحركات الاسلامية المسلحة في شمال الجزائر بالسلاح وذلك بفضل ما يشتريه من بضائع التهريب في كل المنطقة. مصادر اعلامية عديدة وتقارير استخبارتية أفادت أن المغاربة المقاتلين في صفوف التنظيمات الإرهابية بمالي ينحدرون من مدن عديدة خاصة مدن الشمال كالناظور وتطوان وسبتة والدارالبيضاء كما أن هناك مغاربة مهاجرين بالخارج منهم من سبق وأن التحق بحركة الشباب بالصومال ثم التحق بمالي ومنهم من التحق مباشرة بالتراب المالي عبر موريطانيا أو الجزائر في إطار ما يسمى «السياحة الجهادية» غالبيتهم من حاملي الجنسية الفرنسية المغربية وتتوفر مصالح الإستخبارت الفرنسية على ملفات عدد منهم. تنظيم القاعدة في الساحل والصحراء منذ أن أحكم قبضته على شمال مالي سارع إلى القيام بعمليات التجنيد والإستقطاب. فقد ذكرت دراسة أجراها مركز البحوث الأمنية «آي جي وولد» المتعاقد مع وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون أن عدد المقاتلين المنتمين للجماعات الإرهابية بالمنطقة تضاعف من 300 أو 500 مقاتل نهاية سنة 2010 إلى أزيد من 6 آلاف مقاتل مسلحين ومجهزين ومدربين جيدا. هم من جنسيات مختلفة تقول الدراسة، وينحدر عناصر القاعدة من الجزائر وموريتانيا ومالي ونيجيريا وبوركينا فاسو والمغرب وتونس وليبيا، إضافة إلى عناصر إرهابية من جنسيات أروبية تم استقطابهم في إطار ما يسمى «السياحة الجهادية» على غرار مختلف بؤر التوتر بالعالم من الصومال واليمين وأفغانستان والعراق، وقد يتضاعف أولئك في الأيام المقبلة خاصة مع استمرار عمليات التجنيد والإستقطاب. أوسي موح لحسن