تنظيم «القاعدة» بالجزائر يجند شبابا مغاربة ويلحقهم بكتائبه في أقل من شهرين، تمكن المغرب من تفكيك خليتين إرهابيتين لهما ارتباط ب «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وفي هذا السياق، كشفت وزارة الداخلية، أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تمكنت من تفكيك خلية تتكون من 6 عناصر ينحدرون من مدينة فاس، والتي تنشط في مجال استقطاب وتجنيد شباب مغاربة متشبعين بالفكر «الجهادي» من أجل الالتحاق بمعاقل «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» بالجزائر. والجديد في هذه الخلية هو أنها مرتبطة «بتنظيم القاعدة» المتواجد في أراضي جزائرية، وليست بمالي. وأفادت الداخلية في بلاغ لها، أن التحريات أثبتت أن هذه الخلية قامت بتجنيد هؤلاء المتطوعين، وذلك بتنسيق مع أحد عناصرها المتطرفة الذي ينشط بالجزائر، من أجل تسهيل عملية تسللهم إلى الجزائر عبر الحدود المغربية الجزائرية قبل إلحاقهم بمعسكرات التنظيم الإرهابي سالف الذكر. وأشار بلاغ الداخلية، في هذا الصدد، إلى أنه يوجد من بين أعضاء هذه الخلية معتقل سابق في إطار قانون مكافحة الإرهاب تم ترحيله سنة 2005 انطلاقا من الجزائر بعد محاولته الالتحاق بمعسكرات ما كان يسمى سابقا ب «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» والتي غيرت اسمها لاحقا إلى «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» بعد إعلان انضمامها إلى تنظيم «القاعدة». وذكرت وزارة الداخلية بأنه سيتم تقديم المشتبه فيهم إلى العدالة فور انتهاء البحث الذي يجرى تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وتمكنت مصالح الأمن خلال الشهرين الماضيين من تفكيك أكثر من ثلاث شبكات إرهابية وصفت، استنادا لبيانات وزارة الداخلية، بالخطيرة، لصلتها ب «تنظيم القاعدة»، ولتخطيطها القيام بعمليات إرهابية واسعة على الصعيد الوطني أو بعملها على مستوى استقطاب متطوعين مغاربة لإرسالهم إلى المواقع التقليدية ل «الجهاد» بكل من العراق واليمن وأفغانستان بل والصومال أيضا ومنطقة الساحل التي تحولت إلى بؤرة للعناصر الجهادية، والتي تسعى إلى تثبيت نفوذها بالمنطقة بعد أن تعرضت للكثير من الضربات أعنفها تلك التي أدت إلى مقتل زعيمها الروحي أسامة بن لادن وأبو يحيى الليبي. ويرى مراقبون أن الوضع المتردي في منطقة الساحل ساعد التنظيمات الجهادية في مشروعها الاستقطابي، إذ مكنها من الحصول على التبريرات لإقناع بعض العناصر في المغرب وخارج المغرب للالتحاق بالمنطقة لممارسة الجهاد، هذا علما أن الكثيرين يستقطبون لسببين إما بحثا عن أموال، أي محكومون بمنطق الغنيمة، أو بتفسير معين للدين عبر الدعوة للجهاد. والتنظيمات الإرهابية بشكل عام تستخدم العاملين معا أي تغري المقاتلين بالأموال وفي نفس الوقت تستخدم تأويلات معينة للدين للالتحاق بصفوفها.