أكدت وزارة الداخلية أن التحقيقات الجارية عقب التفكيك المتوالي للشبكات الإرهابية النشيطة في مجال استقطاب «المجاهدين» إلى منطقة الساحل تفيد «عزم تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) وحلفائه استهداف استقرار المملكة، لاسيما وأن المتطوعين المغاربة يتم تعبئتهم من أجل العودة إلى المغرب لتنفيذ عمليات إرهابية من شأنها زعزعة أمن واستقرار البلاد». وأوضحت الوزارة، في بلاغ لها نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء، أمس الأربعاء، أن التحريات التي تقوم بها المصالح الأمنية على خلفية تفكيك الخلية التي تنشط في مجال استقطاب وتجنيد متطوعين مغاربة للجهاد بمنطقة الساحل، والمتكونة من 28 عنصرا أكدت على أن تنظيم القاعدة وحليفه (جماعة التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا)، «أصبحا يشكلان قبلة للشباب المغربي الحامل لفكر القاعدة، خاصة بعد التحاق 24 متطوعا بهذه التنظيمات الإرهابية، سواء عن طريق ليبيا أو عبر الحدود المغربية الجزائرية أو انطلاقا من موريتانيا». وفي تعليق ل«التجديد»، أكد «محمد ضريف»، الباحث في الحركات الإسلامية أن بلاغ وزارة الداخلية لم يأت بالجديد، على اعتبار أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هي امتداد لما كان يسمى الجماعة السلفية للدعوة و القتال، وأن «رغبة القاعدة في استهداف المغرب ومؤسساته ليست وليدة اليوم، لكن علينا أن نميز بين رغبة القاعدة و إمكانياتها لتنفيذ ذلك، ولحدود الآن فالأجهزة الأمنية بالمغرب كانت في وضع أقوى من وضع القاعدة والدليل تفكيك مجموعة من الخلايا التي كانت تنوي استهداف المغرب آخرها الخلية التي كانت القاعدة تحاول استقطابها لإرسالها إلى بؤر التوثر». وأشار ضريف إلى ضرورة استحضار أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ليس ذلك التنظيم الذي تصوره وسائل الإعلام، وكانت تسعى الولاياتالمتحدة على اعتباره تنظيما يستهدف العمق الأمريكي فيه تضخيم.وأوضح المتحدث نفسه أن تنظيم «الجماعة السلفية للدعوة و القتال»عندما بايع القاعدة سنة 2006 وغير إسمه شهر يناير 2007 كان يبحث عن إضفاء المشروعية على استبدال إسمه، وكان يريد توجيه رسائل واضحة تفيد أن نشاطه لم يعد مقتصرا على الجزائر وإنما يشمل منطقة المغرب الإسلامي وفي هذا الإطار سعى منذ البداية إلى استهداف الدول المغاربية. وعن تورط أحد تورط أحد العناصر الموالية لجبهة البوليساريو الذي ينشط بصفوف (جماعة التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا) في استقطاب أربعة متطوعين ينحدرون من الأقاليم الجنوبية للمملكة، أكد «ضريف» على ضرورة التمييز بين التنظيمات بشمال مالي، فهناك تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهناك تنظيم منشق عنه هو حركة التوحيد والجهاد، موضحا أن الخلاف الحقيقي بينهما سببه العائدات المالية المحصل عليها، بحيث كانت تذهب لقادة القاعدة الجزائريين إلا أن عناصر أخرى كانت تنتمي إلى السلفية الجهادية لكنها ليست جزائرية حاولت الاستفادة من العائدات بتأسيس تنظيم جديد وبالتالي فلحركة الجهاد نوع من الشراكة بين الموريتانيين وعناصر من البوليزاريو. وكان بلاغ الداخلية قد أوضح أن بعض المتطوعين استفادوا نهاية سنة 2011 من تدريبات مكثفة بمعسكرات في شرق ليبيا، قبل إلحاقهم بشمال مالي بتنسيق مع تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) وشركائه بالمنطقة، حيث ساهموا في نقل كميات هامة من الأسلحة والذخائر من مخلفات النظام الليبي السابق. وتؤكد الأبحاث-حسب ذات المصدر- أن المتطوعين المغاربة المتواجدين بشمال مالي تم الزج بهم، بعد دورات تدريبية، في عمليات عسكرية ضد (الحركة الوطنية من أجل تحرير الأزواد)، وذلك لضمان جاهزيتهم القتالية تحسبا لأية مواجهة عسكرية مرتقبة لتنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) وحلفائه بالمنطقة. وفي هذا الصدد، أكد بلاغ وزارة الداخلية تورط أحد العناصر الموالية لجبهة البوليساريو الذي ينشط بصفوف (جماعة التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا) في استقطاب أربعة متطوعين ينحدرون من الأقاليم الجنوبية للمملكة، قصد إرسالهم إلى مخيمات تندوف من أجل الحصول على بطاقات هوية خاصة بالجمهورية الصحراوية المزعومة وذلك لتسهيل التحاقهم بشمال مالي.