كثيرا ما تنتشر الإشاعات بين الناس بسرعة كبيرة، وتستحوذ على اهتمامهم في غياب الرواية الرسمية التي تؤكد أو تنفي هذه الروايات التي يتداولها الجميع على أنها الحقيقة ويقومون بتصديقها. وحتى في حالة وجود هذه الرواية الرسمية، يميل الناس إلى تصديق ما تتناقله الألسن لانعدام الثقة بين الجهات الرسمية والناس، فكيف يتعامل الشارع المغربي مع الإشاعات؟ الذي فجر مقهى أركانة أراد الانتقام من صاحبها! هناك الكثير من الإشاعات التي تنتشر حول الكثير من الأشياء، والتي قد تحمل بين طياتها جانبا من الحقيقة في حين أنها تخفي الكثير منها. شخصيا أرى أن أسامة بن لادن ليس سوى شخصية من صنع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأظن أنه لا وجود لشخصية بهذه المواصفات في الواقع لأن ظهوره يكون مرتبطا بمصالح الأمريكيين الذين يحركونه حسب مصالحهم. أما فيما يخص تفجيرات أركانة التي حدثت بمدينة مراكش فالأمر يختلف كثيرا بالرغم من ظهور العديد من الروايات التي تقول إن مؤسسات الدولة هي التي كانت وراء هذه التفجيرات لثني المتظاهرين عن الخروج إلى الشوارع والتعبير عن أرائهم، فلا أظن أن الدولة ستجازف وتقضي على سياحتها من أجل مثل هذه الأفكار الغبية، بل على العكس من ذلك فأنا أرى أن الذي نفذ التفجير ربما تربطه علاقة بصاحب المقهى وأراد الانتقام منه بهذه الطريقة. نورة، 21 سنة، طالبة لا آخذ بالتصريحات الرسمية هناك الكثير الذي يروج في الشارع المغربي والذي لا يجب تصديقه والأخذ به كاملا، لأن الحقيقية نسبية ولا يمكن معرفتها كاملة بالنظر لغياب الإثبات من طرف الجهات الرسمية. وحتى إن تم إثباتها فأنا شخصيا لا آخذ بها لأنه في نظري كل جهة تقول بالرواية التي تخدم مصالحها. أما فيما يخص قضية بن لادن فالأمر فعلا يدعو للحيرة والشك لأن الإدارة الأمريكية التي أذاعت الخبر غيبت عن وسائل الإعلام صور جثته، وهو الشيء الذي دفع بالكثيرين إلى الريبة والشك في مصداقية الخبر. وحتى الصور التي تم تناقلها عبر الشبكة العنكبوتية لم تكن متطابقة فالكثيرون قالو إن الصورة ليست لابن لادن. لكن ما قاله تنظيم القاعدة الذي توعد بالانتقام من أمريكا لتصفيتها لزعيمها بن لادن، يؤكد خبر وفاته. أما فيما يخص تفجيرات أركانة فلا أظن أن للقاعدة يدا في الموضوع حسب ما راج من أخبار في الآونة الأخيرة، لأن القاعدة نفت أية علاقة لها بهذه التفجيرات، ثم هناك التحقيقات التي بينت أن الشاب الذي نفذ العملية لا ينتمي لها وإنما فقط مجرد معجب بفكرها وقام بصنع القنابل بمفرده ونفذ الهجوم. محمد، 28سنة، موظف كل إشاعة وراءها مصلحة الإشاعة من الأشياء التي تشترك فيها جميع المجتمعات سواء منها المتقدمة أو المتخلفة، لكن الاختلاف الوحيد يكمن في سيطرة هذه الإشاعة على عقول الناس ومدى اقتناعهم بها، هذا هو الفرق الوحيد. وهنا في المغرب سمعنا بالكثير من الإشاعات التي قوبلت -للأسف- بالتصديق من طرف فئة واسعة من الناس كإشاعة السفاح التي في رأيي كانت أكذوبة كبيرة عاشها البيضاويون بتفاصيلها الوهمية. لا يمكن الجزم بوجود السفاح في الحقيقة بالرغم من التخوفات التي ظلت تسيطر على الكثير من الناس، وخاصة النساء اللواتي أظهرت الإشاعة أنهن كن الهدف الرئيسي والمفضل له. وفي رأيي الشخصي الناس الذين يطلقون هذه الإشاعات لهم مصلحة من وراء إطلاقها، يمكن أن تستهدف ضرب الأمن أو الحكومة. فكل إشاعة إلا ومن ورائها مصلحة. رشيد، 30سنة، أستاذ مصادر الأخبار العالمية غير صادقة آي شخص له شك في مصداقية الأخبار التي يتم الإعلان عنها عبر وسائل الإعلام فهو محق في ذلك، لأن مصادر الأخبار العالمية أثبتت أنها ليست لها مصداقية من خلال الكثير من الأكاذيب التي تم أعلنت عنها وبنتها على أنها الحقيقة كأنفلونزا الخنازير وأنفلونزا الطيور. وأكثر من ذلك فأنا أشكك في وجود شخصية بن لادن منذ البداية، وأنه مجرد ورقة أمريكية استعملها أوباما في هذا الوقت بالذات من أجل كسب حب الأمريكيين ليعلن أنه فعل ما لم يستطع جورج بوش القيام به، وليصرف نظر الأمريكيين عن الأموال التي تم صرفها في الحرب الحالية على ليبيا، وبالتالي يمكن القول إن أسامة بن لادن مجرد ورقة لعب بها أوباما في هذا الوقت بالذات. أحمد، 26سنة، مسير شركة مفجر أركانة هدفه إيقاف الإصلاح في المغرب هناك الكثير من القراءات بالنسبة لتفجير أركانة، لكن القراءة القريبة من الحقيقة هي أن غرض من قاموا بهذا التفجير هو إيقاف مسلسل الإصلاح في المغرب، لأن هذا الإصلاح يضر بمصالحهم الشخصية. إذن فيما يخص ما يروج فليس لدينا الحق في تأويل الأحداث كما نشاء، كما أنه ليس لنا الحق في تكذيب الرواية لمجرد أنها رسمية، لكن هناك معطيات يمكن أن يستند عليها الشخص لاستنباط الحقيقة. سميرة، 33سنة، عاملة إعداد: مجيدة أبوالخيرات