في الحوار التالي تتطرق الدكتورة حورية إيدومهيدي إلى الأسباب التي تدفع بعض الزوجات المسنات إلى إساءة معاملة أزواجهن، والحلول التي من شأنها المساهمة في تفادي المشاكل المترتبة عن تشنج العلاقة بين الطرفين. ما هي الأسباب التي تدفع بعض الزوجات المسنات إلى إساءة معاملة أزواجهن؟ إن أسلوب المعاملة السيء المتبع من طرف بعض الزوجات اتجاه أزواجهن المسنين يأتي كرد فعل على المعاملة السيئة التي كن يتعرضن لها في الماضي على يد هؤلاء الأزواج الذين كانوا يتميزون بطبعهم الحاد وبالقسوة والصرامة. بينما في حالات أخرى يكون الأمر مرتبطا بالاضطرابات النفسية والأمراض المزمنة التي يعاني منها الزوجان، فإذا كانت الزوجة تعاني من مرض مزمن فهي تفقد القدرة على الاهتمام بزوجها، لأنها بدورها تقدمت في السن ولم تعد تتمتع بصحة جيدة. وهناك بعض الأمراض المزمنة التي يكون التعايش معها أمرا شبه مستحيل مثل «الزهايمر» ومرض «باركنسون»، الذي يتطلب رعاية خاصة ومجهودا مضاعفا من طرف الزوجة، لأن أعراضة تجعل الزوج دائم الصراخ ويكثر من الطلبات، ما يؤدي إلى نشوب الخلافات بين الزوجين بشكل يومي، بعد أن تفقد الزوجة صبرها والقدرة على التحمل. كيف ينعكس تشنج العلاقة بين الزوجين على حياتهما وحياة أبنائهما؟ عندما تصبح العلاقة متشنجة بين الزوجين فإن ذلك سيؤدي بالتأكيد إلى العديد من النتائج السلبية التي تؤثر على استقرار وترابط الأسرة في مقدمتها الطلاق، كما أنه سيتسبب في معاناة حقيقية بالنسبة للأبناء الذين سيجدون أنفسهم في حيرة من إرضاء الطرفين، ومتهمين من طرف أحد الوالدين بالانحياز إلى الآخر وتفضيله على حساب الآخر. في حالات كثيرة يتخلى أفراد الأسرة عن الأب لعجزهم عن تحمل تصرفاته، أو يقومون بإيداعه بإحدى دور المسنين، كما يقدم بعض الآباء في حالات أخرى على الزواج من جديد، وهنا يصبح الحديث عن مشاكل من نوع آخر خاصة تلك المرتبطة بالإرث، خاصة عندما يتعمد الأب تجريد أبنائه من الإرث لأنهم لم يهتموا به وتخلوا عنه. ما هي الحلول التي من شأنها المساهمة في تفادي هاته المشاكل؟ يجب في البداية أن يستفيد الأزواج المسنون الذين يعانون من أمراض مزمنة واضطرابات نفسية من العلاج على يد مختصين، كما يجب أن تدخل الدولة على الخط لتقديم الرعاية اللازمة لفئة المسنين لأنها في تكاثر مستمر، بحيث ينبغي التفكير في إنشاء مراكز صحية تتوفر على العدد الكافي من المختصين النفسيين والمساعدين الاجتماعيين ليتدخلوا بشكل إيجابي للقضاء على التشنج في العلاقة بين الزوجين، دون أن ننسى دور جمعيات المجتمع المدني وأهمية المواكبة القانونية من طرف رجال القانون الذين يجب أن يتدخلوا بدورهم للحيلولة دون حدوث طلاق بين الزوجين المسنين لأسباب تافهة. حاورتها شادية وغزو اختصاصية في علم النفس