مرة أخرى تسبب حرب الطرق في رمي أسر مغربية بكاملها، بكل أسباب الحزن والأسى، وتنزع البسمة من على الشفاه، في عز الاستعدادات لاستقبال أيام عيد الأضحى، وتسيل بدل دماء الأضاحي، دماء مواطنين أبرياء على أسفلت الشارع. بوابة الفاجعة شرعت هذه المرة من مدخل مدينة مراكش، حين انقلبت حافلة ركاب تربط بين مكناس وطانطان، مباشرة بعد ملامسة عجلاتها لتربة مدينة سبعة رجال. حصيلة ثقيلة، تجسدت في تعرض 34 راكبة وراكبا لإصابات متفاوتة، تطلبت نقلهم صوب مستعجلات ابن طفيل التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، حيث صنفت الفحوصات الطبية، أربعة مصابين في دائرة الخطر، نتيجة تعرضهم لكسور على مستوى الأضلع والأطراف، مع إصابات داخلية، تتطلب إجراء عمليات جراحية معقدة. كانت عقارب الساعة تشير إلى الخامسة من صباح أول أمس السبت، حين توقفت الحافلة بآخر نقطة أداء على أبواب المدينة الحمراء، دون أن يدور في خلد أحد من ركابها، أن ارتفاع حاجز النقطة للسماح بملامسة عجلاتها فضاءات مراكش، ستكون بمثابة انفتاح باب جهنم في وجهها. بمجرد تجاوز النقطة المذكورة، وعلى مرمى حجر من نقطة الأداء، تبدأ الطريق تضيق في وجه مستعمليها، لتنتصب فجأة مدارة كبيرة تم استنباتها مؤخرا، بشكل لا يستقيم والتصميم الطرقي للمنطقة. ببلوغ الحافلة موقع المدارة، ستتسلق عجلاتها الحافة العريضة، وتنقلب على عقبيها، ويتحول هيكلها الحديدي إلى”عصارة” لمزج الأجساد داخلها بعضها ببعض، وتسيل دماؤها على الأسفلت، مع إصابة العديد منهم بكسور متفاوتة وإصابات مختلفة. الحصيلة كانت إصابة 34 راكبة وراكبا ضمنهم السائق والجابي، استعاضوا عن هيكل الحافلة المتكوم، ببرودة سيارات الإسعاف التي تعاقبت على نقلهم صوب أسرة مستعجلات مستشفى ابن طفيل. محمد فوزي والي الجهة، وعبد الرحيم هاشم والي ولاية الأمن، اضطرا بدورهما إلى مغادرة سريري حجرتي نومهما الدافئة في ساعات مبكرة، للالتحاق بالمستشفى المذكور، قصد متابعة وضعية المصابين عن كثب، والإشراف على مراحل الاستقبال والعلاج. مصالح الوقاية المدنية بالمدينة، سجلت بدورها نقطة إضافية، بعد نجاح عناصرها في التدخل السريع ونقل جميع المصابين في ظرفية مقبولة ومعقولة، لقيت استحسان الجميع، فيما سجلت أسباب الحادثة في خانة” المجهولة”، لحين استعادة السائق لوعيه، والاستماع إلى إفادته في الموضوع. إسماعيل احريملة تصوير:عبد النبي الوراق