كانت الصدفة وحدها السبب في تغيير مسارها من مجال التربية والتعليم إلى الإعلام، حيث ستنقش إسمها بحروف من ذهب في المشهد الإذاعي، إنها المذيعة أسمهان عمور، التي تعرف عليها الجمهور عبر أثير الإذاعة الوطنية سنة 1987 من خلال برنامج «متابعات أدبية»، لتتوالى سلسلة النجاحات عاما تلو الآخر، وتحافظ مقدمة برنامج «بانوراما» على مكانتها في قلوب جمهورها. غير أن قلة منهم تعلم بالجوانب الخفية من حياتها، خاصة تلك المرتبطة بتفاصيل يومها، وعلاقتها بأفراد أسرتها الصغيرة. تفاصيل خاصة لم تتردد الإعلامية اللامعة في الكشف عنها بكل عفوية وتلقائية، وتتقاسمها مع القراء في السطور التالية. «كأي زوجة وأم.. يبدأ يومي بترتيب البيت» تقول الإعلامية أسمهان عمور، فهي لا تستعين بمساعِدة في الأعمال المنزلية إلا مرة أو مرتين في الأسبوع، وينحصر همها خلال معظم أيام الأسبوع في تدبير شؤون البيت وتلبية متطلبات أسرتها الصغيرة. حينما يكون برنامج أسمهان اليومي مكثفا، ولا يكون أمامها متسع من الوقت للقيام بمهمة الطهي، فإنها تحرص على الاستيقاظ باكرا من أجل تحضير وجبة الغذاء لزوجها وزميلها في مجال الإعلام الصحافي الإذاعي الحسين العمراني، ولإبنهما أسامة قبل خروجهما للعمل والدراسة، فلقد صارت تنفرد بهاته المهمة في غياب ابنتها التي كانت تتقاسم معها أعباء الأعمال المنزلية لكونها تتابع دراستها الجامعية بالديار الفرنسية. «أرفض اللجوء إلى الوجبات الجاهزة» تؤكد أسمهان عمور، لذلك فهي تسابق الوقت من أجل إعداد طعام الغذاء مستفيدة من السرعة التي تضمنها طنجرة الضغط. يختلف الوضع في أيام العطل بالنسبة إلى أسمهان عمور، لأنها تجد الوقت الكافي للتفنن في الطبخ، فتحرص على إعداد أشهى الأطباق لأسرتها، خاصة «الطاجين» الذي تفضل أن يكون مكونا من مختلف أنواع الخضار الطازجة، بالإضافة إلى «طاجين الحوت»، الذي ترى فيه الطريقة الصحية لتناول السمك لأنها تحاول قدر الإمكان الابتعاد عن عادة قلي السمك في الزيت. «زوجي من النوع اللي مكيهزش الكاس»، تقول أسمهان، مؤكدة أن زوجها الصحافي الحسن العمراني لا يساعدها في الأعمال المنزلية، خاصة أن طبيعة عمله تجعله مشغولا طوال الوقت، حيث يستقبل عددا هائلا من المكالمات سواء المرتبطة بالعمل أو من طرف المعجبين. انشغال الزوج الدائم يجعل أسمهان تنفرد كذلك بمهمة «التقديا»، التي لا تحبذ أن تتم بالأسواق الممتازة والمحلات التجارية الكبرى، بل تكون وجهتها دوما الأسواق الشعبية. «ماكينش شي سوق شعبي فالرباط مامشيتش ليه»، تؤكد أسمهان، فحتى إن تطلب منها اقتناء الخضار والفواكه الطازجة التنقل لمسافة 20 كيلومترا لن تتردد في القيام بذلك، لأنها تشترط دوما الجودة في المواد الغذائية التي تستهلكها رفقة أسرتها، وتحب أن تكون مائدة الطعام متنوعة وغنية بالأطباق المغربية الشهية. بالإضافة إلى تشبتها بنمط التغذية المغربي، يحتل أيضا اللباس التقليدي مكانة مهمة في حياة أسمهان عمور وحيزا كبيرا داخل خزانة ملابسها، فهي لا ترى عنه بديلا في المناسبات الدينية والعائلية بل وحتى في الحفلات الرسمية داخل المغرب وخارجه، كما تحرص على أن ترتدي «القفطان» داخل مملكتها الصغيرة لاستقبال ضيوفها، «فأنا وزوجي وأبنائي لا يمكننا أن ننسلخ عن الهوية المغربية سواء عبر اللباس أو الأكل أو الممارسات اليومية في حياتنا»، تؤكد الإعلامية المغربية. تصف أسمهان نفسها بأنها شخصية مهووسة بالنظام، وتكره أن تعم الفوضى أرجاء المنزل، فذلك يصيبها بالتوتر، لهذا فهي تطالب دوما أفراد أسرتها الصغيرة بإرجاع الأشياء إلى مكانها بعد استعمالها والحفاظ على ترتيبها. أما خارج البيت فأكثر ما يستفز الإعلامية ويوترها العبارات الوقحة التي تصدر عن بعض الناس سواء عن قصد أو غير قصد. أسمهان عمور من الأشخاص الذين يحافظون على صداقاتهم، فإحداها تعود إلى سنة 1979، حيث مازالت تحرص على لقاء صديقتها بالرغم من الانشغالات المهنية والحياتية لكل منهما. بالنسبة لعلاقتها بالفيسبوك والأنترنت عموما فهي تصفها بالمحدودة جدا، لأن أسمهان ليست من هواة الإبحار عبر الشبكة العنكبوتية، بل يقتصر استخدامها لهاته الوسيلة على الأغراض المهنية من أجل معرفة الجديد والتواصل مع الفنانين والمثقفين الذين تتعامل معهم. شادية وغزو