«أنا جاي أصلح شؤون دولة ولا جاي أقوم بعمل نساء في الحمامات اللواتي كل واحدة تجر شعر الأخرى»، جملة واحدة نطق بها رئيس الحكومة عبد الاله ابن كيران في برنانج بلا حدود مع قناة الجزيرة ليوم فاتح غشب الجاري، كانت كافية لتثير غضب النساء باستنكارهن لما نطق به رئيس الحكومة. كلام رئيس الحكومة لم تترجعه العديد من الجمعيات النسائية، التي أدهشتها التصريحات، ففضلت الخروج عن صمتها والرد عن كلام ابن كيران بصيغة جماعية، بعدما سارع الربيع النسائي للديمقراطية والمساواة، الذي يضم 22 جمعية نسائية، إلى إصدار بيان اعتبرماقاله رئيس الحكومة «إساءة لصورة المرأة وإهانة لكرامتها». تصريح ابن كيران انتشر في صفوف الحركة النسائية كالنار في الهشيم، التي خاب ظنها في رئيس الحكومة، ففي الوقت الذي كانت تعول فيه على رئيس الحكومة حسب لغة البيان، بأن يعمل على تطبيق الأجندة الحكومية للمساواة وإرساء مرصد لتحسين صورة المرأة في الإعلام ونشر ثقافة المساواة ومحاربة الصور النمطية، تهاوت كل طموحاتها في ذلك، ولم تتردد في وصفه في بيانها أنه «لا يزال سجين الموروث الثقافي الذي يحتقر النساء ويعتبرهن مواطنين من الدرجة الثانية» «ما جاء على لسان رئيس الحكومة نعتبره سبة وقذف في حق النساء»، تقول بشرى عبدو عن فيدرالية الرابطة الديموقراطية لحقوق المرأة، والتي لم تخف بدورها اندهاشها واستغرابها مما قاله رئيس الحكومة في برنامج بلا حدود، دون أن تتردد في التعبير عن غضبها، وهي تبدو في غاية الحنق، قائلة «الخطير أن تصريحاته جاءت عبر منبر قناة الجزيرة». وأمام احساس النساء بالمهانة من كلام رئيس الحكومة وعلى قناة ذائعة الصيت، لم تجد الحركة النسائية مرة أمامها من خيار سوى كلام مباشر إلى ابن كيران عبر البلاغ الذي أصدروه، قائلات «السيد رئيس الحكومة، عليك أن تعلم أن النساء المغربيات ينتظرن منك، باعتبارك أول الملزمين بتطبيق مضامين الدستور، سن القوانين للنهوض بحقوق النساء وحمايتهن من كل أشكال العنف والتمييز، وتنفيذ جميع الالتزامات الدستورية والدولية في هذا المجال».