يعود الفضل في تميز المطربة “مريم بلمير” إلى والدها الملحن “عبد العزيز بلمير” الذي جعلها تعشق الطرب الأصيل ومعه حب الوطن وعشق الأغنية الوطنية الهادفة منذ طفولتها. كانت تبلغ الثالثة عشر من عمرها حين ظهرت لأول مرة من خلال مهرجان “المحمدية” سنة 2001 حيث حصلت على الجائزة الأولى وهذا ما شجعها على الاستمرار في مجال الغناء. شاركت في مهرجان “البحر الأبيض المتوسط” بالإسكندرية ونالت جائزة “الفيدوف”، وحلت ضيفة شرف بمهرجان الأغنية الليبية بمدينة “جفرة” سنة 2004. كما حصلت على ذهبية مهرجان “بوقرنين” بتونس حين احتلت الرتبة الأولى سنة 2006، وجائزة الأغنية المتكاملة بمهرجان “اتحاد الإذاعات” بالجزائر بأغنية “مشاغبة” سنة 2007، إلى جانب مشاركتها في عدة سهرات فنية كبرى، محلية ودولية وبرامج تلفزيونية مختلفة. - تلقيت عروضا من شركات مصرية ورفضت لباس ثوب المشرق وهذا كان سيمنحك الشهرة والمال ما سبب الرفض؟ السبب المباشر هو أني ضد سياسة الاحتكار، فمنذ 6 سنوات مضت عرضت عليّ فكرة التوقيع لشركة مصرية، لكن رفضت ذلك بشدة لأني مغربية ومغربيتي تفرض علي عدم التنكر لوطنيتي وكان شرطي هو أن تدرج أغنية أو اثنين ضمن كل ألبوم يصدر لي في مصر، إلا أن الشركة رفضت ذلك بدعوى أن الاحتضان يعني أن ألبس ثوب الفنانة المصرية بالأداء باللهجة المحلية دون غيرها. - كيف ترين مستقبل الأغنية المغربية على المدى القريب وهي تعيش على إيقاع مشاكل جوهرية ؟ يجب أن نتفق أولا أن المغرب غني بتراثه وإيقاعاته المختلفة إضافة إلى انفتاحه على أنواع مختلفة من الموسيقى سواء الأوربية أو الإفريقية، لكن هذا الغنى للأسف لا يواكبه دعم إعلامي كبير عبر قنواتنا التلفزيونية حيث لم نستطع فرض أغنيتنا ولا إيقاعنا إلا من خلال مطربين عرب أدّوا مجموعة من الأغاني المغربية القديمة بل الأغنية الشعبية شكلت كذلك اختيارا من طرف العديدين خاصة من دول الخليج، إذن على المغرب أن يتحرك من أجل إعلام مرئي قوي لترويج المنتوج المغربي. - عرفت بأدائك للعديد من الأغاني الوطنية ماذا تشكل لك الأغنية الوطنية كمطربة تنتمي إلى جيل الشباب؟ لا أحد يجادل حول دور الأغنية الوطنية في ترسيخ ثقافة المواطنة، وهذا منطلقي فقد أديت مجموعة من الأغاني تربط المواطن المغربي بمدينته بدءا من أغنية عن الدارالبيضاء وأخرى عن الرباط كما أديت أغنية عن المسيرة الخضراء، على مستوى آخر فالمغرب يعيش تطورا اجتماعيا واقتصاديا كبيرين وكفنانين يجب أن نبرز هذه المنجزات من خلال مواكبتنا لها بالأغاني الوطنية.