جوهانسبورغ – قال سفير بريطانيا بالمغرب، توماس رايلي، في مقابلة مع قناة "سي إن بي سي أفريكا"، إن المغرب حقق تقدما هائلا في مسار تعزيز الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية، وهو تقدم يبوئ المملكة الصدارة على الساحة الإفريقية. وأضاف السيد رايلي الذي كان يتحدث على هامش حوار الأعمال بين المغرب والمملكة المتحدة المنعقد في لندن غداة قمة الاستثمار البريطانية – الإفريقية، أن المغرب يحتل مكانة مهمة في إفريقيا بفضل استثماراته التي جعلت منه ثاني أكبر مستثمر إفريقي داخل القارة. وأكد أن المغرب يدرك تماما حجم الفرص الموجودة في القارة، مشيرا إلى أن هذا الأمر يفسر إلى حد كبير النمو القوي الذي حققته المملكة خلال السنوات الأخيرة. وفي هذا السياق، شدد السفير البريطاني على الأهمية التي يحظى بها القطب المالي الدارالبيضاء كمركز لجذب الخدمات المالية وفرص الاعمال للشركات التي لديها استراتيجية نمو في إفريقيا. ووفقا للسيد رايلي، يسير ميناء طنجة المتوسطي على الطريق الصحيح للعب دور رئيسي في جهود التنمية في البلاد، من خلال تعزيز الصادرات إلى العديد من المناطق بما في ذلك إفريقيا وأوروبا و أمريكا وآسيا. كما تطرق إلى الخطوات التي قطعها المغرب في مجال تعزيز الطاقات المتجددة عبر الوكالة المغربية للطاقة المستدامة التي جعلت ضمن أهدافها تصدير الخبرة وتكنولوجيا الطاقة النظيفة نحو بلدان إفريقية أخرى. وقال إن هذا التقدم يدل على امتلاك المغرب لرؤية واضحة حول اغتنام فرص التنمية في إفريقيا، مشيدا في هذا الصدد بالرؤية الاستراتيجية الممتدة على مدى 20 عاما المثيرة للإعجاب والقائمة على أساس قوي من الاستقرار، التي طورتها المملكة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأبرز أن المغرب، مقارنة بالعديد من البلدان الأخرى، تمكن من الحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي وتعزيزه، وهو أمر تطمح إليه دول كثيرة. وأكد السفير على أن من بين المميزات التي يحظى بها المغرب شبابه المكونون على نحو جيد وبنياته التحتية الحديثة (مطارات وموانئ وطرق سيارة وقطار فائق السرعة)، وهي مزايا تعزز آفاق النمو في البلد، مشيرا إلى احتلال المغرب للرتبة 53 في مؤشر ممارسة الأعمال الذي يصدره البنك الدولي. وأكد أن المغرب مصمم على اغتنام الفرص التي ستنشأ بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن العلاقات القوية التي تجمع المغرب بالبلدان الإفريقية تعطي فرصة كبيرة لإرساء شراكة ثلاثية مغربية بريطانية إفريقية. وقال إن القطب المالي الدارالبيضاء قادر على مواكبة تطوير هذه الشراكة، مضيفا أن التعاون بين المغرب وبريطانيا يعد أداة حاسمة لإعطاء دينامية قوية لهذه الشراكة الثلاثية. كما أكد أن المملكة المتحدة عازمة على تعزيز موقعها كشريك متميز لإفريقيا من خلال تطوير الشراكات، لاسيما مع المغرب من أجل تحقيق تنمية ورفاه مستدامين، مشيرا إلى أن لدى المغرب والمملكة المتحدة الكثير لتقديمه للقارة الإفريقية في العديد من المجالات.