سلط المشاركون في لقاء رفيع المستوى اليوم الثلاثاء بباريس، الضوء على سياسة المغرب لتحقيق النمو المشترك مع افريقيا. وشكل اللقاء ، الذي شاركت فيه، ثلة من الشخصيات المغربية والفرنسية ومن عدد من البلدان الافريقية ،فرصة لابراز الاصلاحات الماكرو –اقتصادية خلال السنوات الاخيرة ، والتي وضعت المغرب ضمن البلدان الصاعدة، وبالتالي تحقيق نمو مشترك مع الشركاء الافارقة الذين هم في تزايد مستمر. واتاح اللقاء الذي نظم في موضوع " المغرب ، طموح للنمو مع افريقيا"، فرصة بحث كيفية تسريع النمو المشترك بين المغرب وشركائه الافارقة. واستعرض الوزير المنتدب المكلف بالتعاون الافريقي، محسن جزولي ، الرؤية الافريقية للمغرب، بدعم من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تستمد قوتها من الروابط الطبيعية والجغرافية والجيوسياسية للمملكة مع القارة. وقال ان علاقة المملكة المغربية مع افريقيا متجذرة وقوية، مشيرا الى ان هذه العلاقات عرفت دفعة كبيرة خلال العشرين سنة الماضية بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، رؤية تقوم على مفهوم التنمية المشتركة التي تنطلق من مبدأ مفاده ان "افريقيا يجب ان تثق في افريقيا". ولدى تذكيره بالجولات الملكية بالقارة الافريقية التي اثمرت التوقيع على الف اتفاق مع عدد من بلدان القارة، اكد جزولي ان المغرب اصبح اول مستثمر افريقي بافريقيا الغربية وثاني مستثمر افريقي في القارة برمتها. واضاف انه بالموازاة مع هذا التعاون الثنائي يعمل المغرب الذي يتموقع كقطب للاستثمارات بالقارة الافريقية، على تطوير شراكة ثلاثية بالقارة خاصة مع الصين والولايات المتحدةالامريكية، واروبا ، قائلا في هذا الصدد "نعمل حاليا على تعزيز العلاقة بين المغرب وفرنسا وافريقيا من اجل العمل سويا من اجل تنمية القارة. من جهته اشاد ليونيل زانسو الوزير الاول البينيني الاسبق، الرئيس المشارك في تأسيس بنك الاعمال سوثبريديج المخصص لافريقيا بعقد هذا اللقاء الذي يطلق تفكيرا حول نمو المغرب، ومساهمته في تنمية افريقيا. وبعد ان نوه بالرؤية الاستثنائية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس التي اتاحت تموقع المغرب وريادته بافريقيا، اكد زانسو ان طموح المغرب من اجل نمو افريقيا وبروزها هو طموح لكافة البلدان الافريقية. واشار الى ان المغرب الذي يعد في صدارة البلدان الصاعدة، يعبر ويجسد جيدا هذه الارادة في تحقيق النمو، وهي ايضا ارادة من اجل التغيير النوعي العميق من اجل الاستجابة لتطلعات المجتمعات. واكد ان المغرب يجسد من خلال جودة بنياته التحتية ( طرق سيارة، موانىء، مطارات، شبكة سككية، طاقة متجددة) بشكل جيد هذا الصعود الافريقي ذلك ان البنيات التحيتة تعتبر اساس التنمية. وقال ان المغرب الذي جعل من حضوره بافريقيا احدى الاولويات، وان يكون رائدا بالقارة، يمتلك رؤية منسجمة، وثابتة بشأن ما يجب ان تكون عليه التنمية، مبرزا ان المملكة التي تعد ايضا مستثمرا جد هام بافريقيا من خلال ثلاثة ابناك مغربية منخرطة بشكل كبير بالقارة، يتوفر على رؤية منسجمة ومن بين الاوضح على مستوى تنفيذ المشاريع المهيكلة بافريقيا وجذب القارة نحو النمو. من جانبه اعتبر اتيان جيرو الرئيس المنتدب للمجلس الفرنسي للاستثمارات بافريقيا، ورئيس المجلس الاروبي للاعمال بافريقيا ان السياسة الافريقية للمغرب لفائدة النمو بالقارة تعد " نموذجا بالنسبة لنا نحن الاروبيين". وقال ان هذه السياسة اضحت ممكنة بفضل حكامة جيدة تحظى بدعم صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والحكومة المغربية. واكد ان استراتيجية المغرب من اجل بروز افريقيا، ينظر اليها باعجاب ، خاصة وان المملكة تتجه وتتموقع بذكاء كبير بالقارة الافريقية، مضيفا ان المغرب تبنى استراتيجية للاستثمارات جد واضحة بافريقيا ،و" يتعين علينا استلهام هذه التجربة". من جهتها اكدت ريما لوغيك مديرة قسم افريقيا بالوكالة الفرنسية للتنمية،ان انشاء الوكالة لقسم افريقيا ينسجم بالاضافة الى ما يجسده ذلك من اهتمام بالقارة ، مع السياسة الافريقية تجاه القارة ، مشيرة الى ان الوكالة الفرنسية للتنمية تصاحب البلدان الافريقية الكبرى مثل المغرب في طموحها نحو تحقيق تنمية القارة. واضافت ان المغرب راهن على افريقيا وهو محق في ذلك مبرزة ان الوكالة الفرنسية للتنمية تعمل على بناء شراكة مستدامة بين فرنسا والمغرب من خلال خلق مقاولات مشتركة من اجل مواكبة صعود افريقيا. وتميز اللقاء بشهادات مسؤولي ثلاث مقاولات مغربية تنشط بافريقيا . ويتعلق الامر بشهادة يوسف الرويسي المدير المساعد المكلف بالتمويل والاستثمار بمجموعة التجاري وفا – بنك، الذي قدم الرؤية الافريقية لمجموعته، مبرزا المساهمة القوية للقطاع البنكي في مسار تنمية القارة. بدوره اشار خالد ايغي رئيس (كلوب 2030 افريك) ومدير سابق للشراكات العمومية – افريقيا بالمكتب الشريف للفوسفاط ان المغرب الذي بنى منظومة اقتصادية قادرة على منافسة المنظومات الاقتصادية الدولية الاخرى، يعتبر اول شريك مالي للبلدان الافريقية. واضاف ان المكتب الشريف للفوسفاط يمثل بمفرده 17 في المائة من الاستثمارات المغربية بافريقيا، مؤكدا ان المكتب يعتمد في علاقته مع البلدان الافريقية على مبدأ شراكة رابح/ رابح ترتكز على مقاربة للتنمية المشتركة. من جانبه قدم كريم البرنوصي الرئيس المدير العام ل(انتيلسيا) وهي مقاولة مغربية بافريقيا جنوب الصحراء عرضا مقتضبا حول مفاتيح نجاح مقاولته بالمغرب وفرنسا وايضا بافريقيا جنوب الصحراء. بدوره اكد سفير المغرب بفرنسا، شكيب بنموسى ان افريقيا تتحول وتتطور، وتزداد ثقتها في نفسها يوما بعد يوم، مبرزا ضرورة تحقيق التنمية مع ومن اجل افريقيا. وتابع ان المغرب يعتمد ازاء افريقيا مقاربة شمولية ومنسجمة للتعاون جنوب –جنوب مربحة للجانبين. وتمحور النقاش خلال اللقاء حول التحديات التي تطرح امام نمو وصعود افريقيا وخاصة قضية البنكنة والتشغيل والتصدي لاوجه عدم المساواة. وشدد المشاركون ايضا على اهمية الشراكة العمومية والخاصة في تحقيق النمو الاقتصادي للقارة ، داعين في هذا الصدد الى علاقات جيدة بين البلدان الافريقية والمانحين. واكدوا ايضا ان التحدي الاخر المطروح على افريقيا يتمثل في الاندماج الاقليمي، مشددين على ان المنطقة الجديدة للتبادل الحر القاري يمكن ان تشكل جوابا على هذه الاشكالية . يذكر ان اللقاء نظمه نادي افريقيا للصحافة الباريسية، بتعاون مع الموقع الاخباري (دبلفي – دوبلفي – دوبلفي . أفريكا بريس).