وقعت، الإثنين 05 فبراير، اشتباكات عنيفة أمام مقر حزب المؤتمر الوطني الإفريقي (الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا) بجوهانسبرغ، حيث تعقد الهيئات القيادية للحزب اجتماعا مغلقا لبحث مستقبل الرئيس جاكوب زوما على رأس البلاد. ووفق وسائل الإعلام فقد دفعت الاشتباكات بين مؤيدي الرئيس زوما ومعارضيه، الأجهزة الأمنية إلى التدخل بقوة لتفريق الحشود. وقد انتقل مئات من مؤيدي الرئيس زوما إلى وسط مدينة جوهانسبرغ حتى مقر حزب المؤتمر الوطنى الإفريقى، حيث تجرى المداولات حول مستقبل الرئيس. وحسب صحيفة بيزنس داي، فقد رفض زوما، خلال لقاء عقد مساء الأحد مع القيادة الجديدة لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، ترك المنصب الذي يشغله منذ سنة 2009 . كما أفادت الصحيفة، بأن الرئيس أبلغ قياديي الحزب برفضه عرض التخلي عن السلطة أو مواجهة إجراءات الإقالة من منصبه. وقدم حزب مقاتلي الحرية الاقتصادية، الأسبوع الماضي، ملتمسا جديدا بحجب الثقة عن الرئيس زوما، والذى سيعرض للتصويت يوم 22 فبراير في البرلمان. ومنذ توليه السلطة، تمكن زوما من تجاوز العديد من ملتمسات حجب الثقة، بينما عرف حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، الذي يتولى السلطة بجنوب إفريقيا منذ انتهاء نظام الفصل العنصري سنة 1994، انقساما كبيرا. كما أن ولاية زوما انتقدت بشدة على خلفية المشاكل الاقتصادية والاجتماعية بما في ذلك البطالة المسجلة والفضائح المتكررة المتعلقة بالفساد. ومنذ تولي سيريل رامافوسا رئاسة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي في دجنبر الماضي، ازدادت حدة الدعوات إلى استقالة زوما داخل الحزب. ويواجه زوما، عن عمر يناهز 75 عاما، العديد من الفضائح التي أساءت لصورة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي. وهو مهدد على وجه الخصوص بإعادة تحريك العديد من الدعاوى التي تتعلق بالاحتيال والفساد، ولا سيما بخصوص صفقة أسلحة تعود إلى أواخر التسعينيات. وهو متهم كذلك بالتواطؤ مع عائلة غنية من رجال الأعمال، ذات أصل هندي، “الغوبتا”. ومنذ انتخاب رامافوسا رئيسا للحزب، أصبح وضع زوما مهزوزا. وتعهد الرئيس الجديد للهيئةالسياسية بالحد من الفساد على أعلى مستويات الدولة. كما دعت المعارضة بجنوب إفريقيا، بقيادة التحالف الديمقراطى، إلى استقالة زوما قبل خطاب حالة الأمة المتوقع هذا الأسبوع. ولكن البرلمان أفاد بأن زوما سيلقى الخطاب يوم الخميس كما هو مقرر.